هذا مضمون الورقة اللبنانية التي تسلمها المبعوث الأميركي

الورقة اللبنانية إلى الموفد الأميركي: التزام، سيادة، وتحذير من الخروقات الإسرائيلية في لحظة سياسية دقيقة، سلّمت الدولة اللبنانية عبر المراجع الرسمية ردّها الرسمي إلى الموفد الرئاسي الأميركي توماس برّاك، مؤكدة عبر ورقة متكاملة على ثوابت سيادية وأمنية، أبرزها التمسك الكامل بقرار مجلس الأمن 1701، وحصرية السلاح، ورفض استمرار الخروقات الإسرائيلية. وقد حصلت "الجمهورية" على مضمون الورقة، الذي تضمّن تسع نقاط محورية، يمكن تلخيصها وتحليلها كالتالي: 1. التزام واضح بالقرار 1701 أكدت الورقة أن لبنان ملتزم تمامًا بنصوص القرار الدولي 1701، مع نشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، مشيرة إلى عدم وجود أي مظاهر مسلحة أو مراكز تابعة لحزب الله في تلك المنطقة. 2. احترام اتفاق وقف إطلاق النار لبنان لم يخرق الاتفاق الموقع في تشرين الثاني، ويعتبر نفسه ملتزمًا بكل ما ورد فيه، مع التأكيد أن العدو الإسرائيلي هو من ينتهك الاتفاق باستمرار. 3. توثيق الخروقات الإسرائيلية الورقة شدّدت على أن أكثر من 4 آلاف خرق من قبل إسرائيل تمّ توثيقها برًا وبحرًا وجوًا، مما يُعيق عمل الجيش اللبناني ويهدد الاستقرار، وهي خروقات مثبتة بتقارير الأمم المتحدة واليونيفيل. 4. دعوة إلى ضغط دولي طالبت الدولة اللبنانية بموقف دولي ضاغط على إسرائيل، لإجبارها على وقف عدوانها، واحترام القرارات الدولية، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، خصوصًا التلال الخمس، مع الدعوة للإفراج عن الأسرى اللبنانيين. 5. حصرية السلاح ضمن الدولة في صياغة متوازنة، أكدت الورقة أن السلاح يجب أن يكون محصورًا بيد الدولة وحدها، وفق مسار حواري سلمي يتولاه رئيس الجمهورية، دون القفز على الواقع أو فرض حلول فوقية. 6. سيادة كاملة وضبط الحدود الورقة جدّدت تمسك لبنان ببسط سلطته على كامل أراضيه وضبط المعابر، في سياق استكمال الإصلاحات التي وعدت بها الحكومة. 7. حماية الأمن في الجنوب شددت الدولة على أولوية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، خصوصًا في الجنوب، مطالبة بدعم الجيش اللبناني بالعتاد والتمويل في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة. 8. إعادة الإعمار ضرورة ملحة طالبت الورقة بتوفير تمويل عاجل لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية، البقاع، وعدد من القرى الجنوبية التي دمرها العدوان الإسرائيلي الأخير. 9. حل عاجل لملف النزوح السوري أعادت الورقة التأكيد على أهمية عودة النازحين السوريين، الذين تجاوز عددهم مليوني نازح، في ضوء تغيّر المعادلات في سوريا وعودة الدولة إلى السيطرة، ما يجعل وجودهم في لبنان عبئًا اجتماعيًا وأمنيًا. ???? تحليل ختامي الورقة اللبنانية تعكس توازنًا حذرًا: فهي تلتزم بالقرارات الدولية، لكنها تحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد، وتُظهر رغبة في الحلول التدريجية، لا الإملاءات السريعة. وفي توقيت بالغ الحساسية، يبقى السؤال: هل ستلتزم واشنطن بما تسمعه؟ أم ستواصل توزيع الأوامر عبر مبعوثيها؟