في خطاب شامل أمام الأمم المتحدة.. أردوغان يصف ما يحدث في غزة بـ "الإبادة الجماعية" ويدعو العالم للاعتراف بدولة فلسطين

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 22:31
 0
في كلمة قوية ونبرة حادة، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي وإسرائيل، واصفاً ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية مستمرة" تحدث على الهواء مباشرة، وواحدة من "أحلك لحظات البشرية"، داعياً في الوقت ذاته إلى إصلاح النظام العالمي القائم. غزة في قلب الخطاب: "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" خصص الرئيس أردوغان الجزء الأكبر من خطابه للقضية الفلسطينية والمأساة الإنسانية في قطاع غزة. وأكد أن "ما يحدث في غزة إبادة وليس حرباً على الإرهاب"، مشيراً إلى أن هذه الإبادة مستمرة منذ أكثر من 700 يوم. وعرض أردوغان أرقاماً صادمة، قائلاً: "أكثر من 20 ألف طفل قتلوا في قطاع غزة، وأطراف أطفال غزة تبتر بلا تخدير"، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني لا يُقتل بالأسلحة فحسب، بل "بالتجويع أيضاً". وشدد الرئيس التركي على أنه "لا منطق يبرر وحشية إسرائيل في قطاع غزة"، متهماً إياها باستهداف المستشفيات بشكل متعمد وتشريد الأهالي من جهة إلى أخرى، وقتل نحو 250 صحفياً لحجب حقيقة ما يجري. وأضاف أن الدمار لم يقتصر على البشر، بل طال الحيوانات والأراضي الزراعية، لتصبح "أرض غزة وتربتها غير صالحة للحياة البشرية والحيوانية والنباتية". وفي انتقاد مباشر للأمم المتحدة، أعرب أردوغان عن أسفه لفشل المنظمة في حماية موظفيها في غزة. كما وجه دعوة صريحة قائلاً: "أدعو كل الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى فعل ذلك"، معرباً عن أسفه لغياب رئيس دولة فلسطين عن الاجتماع. تهديد إقليمي وخروج عن السيطرة حذر أردوغان من أن سلوك إسرائيل يهدد المنطقة بأسرها، معتبراً أن "الحكومة الإسرائيلية المهووسة بالأرض الموعودة تهدد أمن المنطقة". وأشار إلى أن "جنون إسرائيل يغذي معاداة السامية في العالم"، وأن هجماتها على دول المنطقة، ومنها الهجوم على قطر، "برهان على خروج قيادتها عن السيطرة". وشدد على أن "كل من يقف صامتاً تجاه العدوان الإسرائيلي متواطؤ معه"، مؤكداً وقوف تركيا إلى جانب "الفلسطينيين المضطهدين والإنسانية". ملفات إقليمية ودولية لم يقتصر خطاب الرئيس التركي على القضية الفلسطينية، بل تناول عدة ملفات إقليمية ودولية هامة: * سوريا: أكد أردوغان أن تركيا ستواصل دعمها الكامل لسوريا موحدة وآمنة ومستقرة، مشيداً بتمكن السوريين من "فتح صفحة جديدة"، وشاكراً دول الخليج على إسهاماتها. * روسيا وأوكرانيا: جدد استعداد بلاده لاستضافة مسار السلام بين البلدين، مؤكداً قناعته بأنه "ما من غالب في حرب وما من خاسر في سلام عادل". * إيران والعراق: أعرب عن أمله في معالجة الملف النووي الإيراني بالسبل الدبلوماسية، وشدد على أن استقرار العراق ضروري للمنطقة. * القوقاز وشرق المتوسط: أشار إلى التقدم في مسار السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وفي تطبيع العلاقات التركية الأرمينية. وحذر من أن أي مشاريع في شرق المتوسط تستثني تركيا وجمهورية قبرص التركية "لن تنجح"، داعياً المجتمع الدولي للاعتراف بها. رؤية تركية للنظام العالمي ومواجهة التحديات في ختام كلمته، دعا أردوغان إلى إعادة هيكلة النظام الدولي، مجدداً شعاره بأن "العالم أكبر من 5 دول". وقال: "نريد نظاماً يكون الحق فيه هو القوي وليس العكس"، مؤيداً مبادرة "يو إن 80" لزيادة كفاءة الأمم المتحدة. كما تطرق إلى تحديات عالمية مثل الذكاء الاصطناعي، الذي يجب تسخيره "لخدمة البشرية لا أداة جديدة للطغيان"، وتصاعد ظاهرة معاداة الإسلام التي وصلت إلى "مستويات مخيفة". وأكد على ضرورة الدفاع عن مؤسسة الأسرة التي تتعرض للخطر، مشيراً إلى فخر تركيا بتحقيق "درجة صفر نفايات" كجزء من أهداف التنمية المستدامة. واختتم الرئيس التركي خطابه بالتأكيد على أن بلاده "مستمرة بأداء دورها لإقامة عالم أكثر عدلاً".