دمشق - أطلقت الدولة السورية، في حفل رسمي بقصر الشعب في دمشق، الهوية البصرية الجديدة للجمهورية، في خطوة رمزية كبرى تأتي ضمن سياق إعادة تشكيل مؤسسات الدولة بعد سقوط النظام السابق أواخر العام الماضي. وتم الكشف عن التصميم الجديد الذي يعتمد على "العقاب الذهبي" كرمز مركزي، في حضور الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وكبار المسؤولين والوزراء.
الحفل ترافق مع عروض ضوئية في سماء العاصمة ومدن سورية عدة، أبرزها عرض بطائرات "الدرون" شمال جبل قاسيون، احتفالًا بتدشين ما وصفته الرئاسة بـ"علامة بداية لعقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة".
???? الرمزية الجديدة: تاريخ يتجدّد
يعتمد التصميم الجديد على العقاب الذهبي المستمد من الشعار الأصلي الذي اعتمدته سوريا عام 1945، مع تحديثات رمزية، أبرزها:
ثلاث نجوم فوق العقاب ترمز إلى "تحرر الشعب".
14 ريشة في الجناحين تمثل المحافظات السورية.
5 ريش في الذيل ترمز إلى المناطق الإدارية الكبرى.
ألوان موحدة بالأبيض والأسود والذهبي تعكس الاستقرار والوحدة والانفتاح.
[caption id="attachment_54199" align="aligncenter" width="318"] الهوية البصرية السورية الجديدة: “عقاب ذهبي” يوحّد التاريخ والمرحلة الانتقالية… وردود فعل متباينة[/caption]
الرئيس الشرع وصف الهوية الجديدة بأنها "لا تقبل التجزئة ولا التقسيم"، مؤكداً أنها تعبّر عن سوريا الواحدة بكل مكوناتها، وأنها خطوة نحو دولة تحترم الإنسان وتعيد له حقوقه ومكانته.
✅ إشادة رسمية وشعبية
لاقى إطلاق الهوية ترحيباً واسعاً في الأوساط الحكومية والإعلام الرسمي، حيث اعتُبرت الخطوة "إعلان استقلال سيادي جديد".
وقال وزير الإعلام: "الهوية ليست مجرد رسم، بل عقد بين الدولة والمواطن يحدد كيف نعيش معاً ونحكم أنفسنا".
وشهدت مدن دمشق وحلب وطرطوس ودير الزور فعاليات احتفالية بالمناسبة، كما عبّر ناشطون ومواطنون في الشارع عن فخرهم بهذا التطوير، واصفين إياه بـ"اللحظة التاريخية التي ننتظرها منذ سنين".
❗ انتقادات وتحفّظات
في المقابل، لم تمر الخطوة من دون ردود فعل متباينة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية:
انتقد بعض المثقفين غياب مرجعية تاريخية دقيقة، متسائلين: هل الهوية تعبّر عن سوريا القديمة أم المرحلة الجديدة فقط؟
أثار الجدل أيضًا الاختلاف في كتابة اسم البلاد، بين "سوريا" و"سورية"، وسط دعوات لتوحيد الصيغة رسميًا.
عبّر آخرون عن تخوف من أن تكون الهوية مقدمة لتغييرات أخرى مثل تبديل العلم أو العملة، رغم عدم وجود تأكيدات رسمية.
مستخدمون على Reddit تساءلوا:
"الهوية الجديدة قد تبدو مبهرة، لكن من يصوغها؟ وعلى أي أساس تاريخي؟ وهل هي لحظة مصالحة حقيقية أم مجرد تجميل؟"
???? السياق السياسي
تأتي هذه الهوية بعد أشهر من انتقال الحكم إلى سلطة انتقالية عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024، وتسعى الحكومة الحالية إلى بناء نموذج دولة ديمقراطية تعددية.
ويُنتظر أن تُعتمد الهوية تدريجياً على المستندات الرسمية، بدءاً من بطاقات الهوية وجوازات السفر، وصولاً إلى المواقع الحكومية والوثائق الداخلية.
???? خاتمة
الهوية البصرية الجديدة لسوريا تُعبّر عن طموح سياسي واجتماعي لإعادة بناء الدولة من جذورها، لكنها تكشف أيضاً عن انقسامٍ مشروع في الرؤية بين من يرى في التصميم خطوة نحو المستقبل، ومن يخشى أن يُطمس الماضي تحت شعارات الحداثة. وبين التأييد والتحفظ، تبقى الهوية الجديدة عنواناً بارزًا لمرحلة انتقالية تعيد تعريف معنى "أن تكون سوريًا".