في قداس عيد الأب من بكركي... الراعي: الوطن لا يُبنى إلا بأيدٍ أمينة وقلوب تحب ونفوس تخدم لا تستفيد

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 17:57
 0
بكركي – في مشهد إيماني وعائلي مهيب، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الأب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي – "كابيلا القيامة"، بمشاركة عدد كبير من المطارنة والكهنة والرؤساء والرئيسات العامين وحشد من المؤمنين، وممثلين عن مختلف القطاعات الروحية والاجتماعية. جاءت المناسبة برعاية وتنظيم من اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة ومكتب راعوية الزواج والعائلة في بكركي، وتم خلالها تكريم 20 زوجًا مضى على زواجهم أكثر من 60 عامًا، في تعبير عن الوفاء لعهد المحبة والعطاء الأسري.  الراعي: رئيس الجمهورية أب الوطن... ولا أحد يبني وطنًا بلا محبة وأمانة في عظته، استهلّ البطريرك الراعي كلمته بالتأكيد على أهمية عيد الأب كفرصة لتكريم من وصفه بـ"الركن الأساس في العائلة والمجتمع"، مشيرًا إلى أن الأب هو من "يعمل بصمت، ويضحّي بحب، ويقود بحكمة، ويربّي بأمانة"، داعيًا إلى تعزيز هذه القيم في زمن تتكاثر فيه التحديات العائلية والاجتماعية. وتوقف الراعي عند الدور الوطني لرئيس الجمهورية، مشددًا على أنه ليس مجرد رئيس سياسي بل "أب الوطن، مرجعية وطنية جامعة، ومثال في التجرّد والعدالة والتسامح". وقال: "الوطن لا يُبنى إلّا بأيدٍ أمينة، وقلوب تحب، ونفوس مستعدّة أن تخدم، لا أن تستفيد"، موجّهًا دعوة صريحة لكل المسؤولين أن يؤدوا دورهم بروح الأب الذي يرعى أبناءه، لا بروح المتسلّط أو المنتفع.  دعوة إلى المحبة والتجذّر في الله الراعي شدد في عظته على أن "البيت المسيحيّ المبني على المحبة والوفاء هو كنيسة منزليّة"، داعيًا إلى الحفاظ على حضور الله في العائلات من خلال الأمانة والالتزام بتعاليم الإنجيل وممارسة الفضائل اليومية. وفي رسالة روحية عميقة، قال: "الله لا يريد فقط أن يباركنا من بعيد، بل أن يسكن في قلوبنا... في من يحبّه ويحفظ وصاياه." ستة عقود من الحب... تكريم أزواج أحياء للأمانة في ختام القداس، قام البطريرك الراعي بتكريم الأزواج الذين مرّ على زواجهم أكثر من 60 عامًا، معتبرًا أن "هؤلاء الأزواج يشهدون بأفعالهم على أن الحبّ لا يشيخ، وأن الأمانة ليست حلمًا، وأن الزواج المسيحي، إذا تأسّس على كلمة الله، يصمد أمام كل العواصف."  المطران خيرالله: "مستقبل الشعوب يولد في العائلات" من جهته، ألقى المطران منير خيرالله، رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة، كلمة في مستهلّ القداس، ذكّر فيها بإعلان البابا فرنسيس لسنة 2025 "سنة يوبيلية مقدسة بعنوان الرجاء لا يخيّب"، مخصصًا العائلة كمحور جوهري في مسيرة الكنيسة، مشددًا على أن: "العائلة مولودة في الرجاء، وعليها أن تكون شاهدة للمحبة التي تبذل ذاتها كما بذل المسيح نفسه." ودعا إلى أن تكون العائلات علامة رجاء وسلام في المجتمع، منطلقة من وحدة تقوم على المحبة والمسامحة والأمانة، ومُجذّرة في المسيح.  رسالة بكركي: العائلة حجر الزاوية... والدولة بيت الجميع قداس عيد الأب هذا العام لم يكن مناسبة روحية فحسب، بل حمل رسائل وطنية واجتماعية صريحة من البطريرك الراعي إلى القادة والمسؤولين، داعيًا إلى إعلاء مصلحة الوطن فوق الحسابات الفئوية. وجاءت دعوته إلى بناء دولة "تحمي الجميع وتُصغي لمتطلبات الناس" رسالة واضحة في ظل الجمود السياسي والانقسامات الحادة التي يشهدها لبنان. خلاصة المقال: في زمن يغرق فيه لبنان في الأزمات، حمل قداس بكركي في عيد الأب رسالة خلاص: لا قيامة للوطن إلا بعائلات راسخة في الإيمان، ودولة يقودها من يتشبه في محبته بحنان الآباء، لا بجشع الطغاة.