الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»: لو كنت طالبا شابا لركزت على الفيزياء

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 17:54
 0
الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جنسن هوانغ، يقول إنه لو كان طالباً شاباً يتخرج اليوم، لاختار التركيز على العلوم الفيزيائية بدلاً من علوم البرمجيات. يقصد بالعلوم الفيزيائية، ذلك الفرع الواسع الذي يهتم بدراسة الأنظمة غير الحية، مثل الفيزياء والكيمياء والفلك وعلوم الأرض.  وجاءت تصريحات هوانغ خلال زيارة إلى بكين يوم الأربعاء، حيث سأله أحد الصحفيين: «لو كنت النسخة ذات الـ22 عاماً من جنسن، وتخرجت اليوم عام 2025 ولديك نفس الطموح، ماذا كنت ستختار؟». فأجاب هوانغ: «بالنسبة لجنسن الشاب في العشرين من عمره الذي تخرج الآن، فربما كان سيختار مزيداً من العلوم الفيزيائية بدلاً من علوم البرمجيات»، مشيراً إلى أنه تخرج فعلياً قبل عامين من الموعد المعتاد، عندما كان في العشرين من عمره. ويُقصد بالعلوم الفيزيائية، بخلاف علوم الحياة، ذلك الفرع الواسع الذي يهتم بدراسة الأنظمة غير الحية، مثل الفيزياء والكيمياء والفلك وعلوم الأرض. وكان هوانغ قد حصل على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة ولاية أوريغون عام 1984، ثم نال درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد عام 1992، بحسب صفحته على «لينكد إن». وبعد عام تقريباً، وتحديداً في أبريل نيسان 1993، شارك هوانغ في تأسيس شركة «إنفيديا» مع زميليه كريس مالاشوسكي وكيرتس برييم، وذلك خلال وجبة طعام في مطعم «دينيز» بمدينة سان خوسيه في كاليفورنيا. وتحت قيادة هوانغ، تحولت «إنفيديا» إلى الشركة الأعلى قيمة في العالم، وبلغت قيمتها السوقية الأسبوع الماضي 4 تريليونات دولار، لتصبح أول شركة في العالم تصل إلى هذا المستوى. ورغم أن هوانغ لم يوضح سبب اختياره دراسة العلوم الفيزيائية لو عاد به الزمن إلى مقاعد الدراسة، فإن المؤسس التقني أبدى في مناسبات سابقة تفاؤلاً كبيراً تجاه ما يسميه «الذكاء الاصطناعي الفيزيائي» أو «الموجة التالية» في تطور هذه التكنولوجيا. وأوضح هوانغ، في كلمته خلال منتدى Hill Valley الذي عُقد في العاصمة واشنطن في أبريل نيسان الماضي، أن العالم شهد خلال الخمسة عشر عاماً الماضية عدة مراحل من تطور الذكاء الاصطناعي. وقال: «الذكاء الاصطناعي الحديث بدأ يدخل الوعي الجماعي قبل نحو 12 إلى 14 عاماً، حين ظهر نموذج AlexNet وحقق طفرة كبرى في مجال رؤية الحاسوب». وكان AlexNet نموذجاً حاسوبياً كُشف عنه خلال مسابقة عام 2012، وأظهر قدرة الآلات على التعرف على الصور باستخدام تقنيات التعلم العميق، مما مهّد لانطلاقة طفرة الذكاء الاصطناعي الحديثة. وأضاف هوانغ أن هذه المرحلة الأولى تُعرف باسم «ذكاء الإدراك» (Perception AI). ثم جاءت المرحلة الثانية، وهي «الذكاء الاصطناعي التوليدي» (Generative AI)، «وهي المرحلة التي أصبح فيها النموذج قادراً على فهم معنى المعلومات، ثم ترجمتها إلى لغات وصور وبرمجيات وغيرها». ثم جاءت المرحلة الثالثة، وهي ما يسميه «ذكاء الاستدلال» (Reasoning AI)، حيث أصبحت النماذج قادرة على الفهم وحل المشكلات والتعرف على أنماط لم يسبق لها مواجهتها. وأوضح هوانغ: «ذكاء الاستدلال يسمح لنا بإنتاج نوع جديد من الروبوتات الرقمية. نطلق عليها اسم الذكاء الاصطناعي العامل (Agentic AI)»، وهي نماذج قادرة على تنفيذ المهام واتخاذ قرارات منطقية، وتُعد اليوم محوراً رئيسياً لجهود العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وسيلزفورس. وقال: «هذه الموجة تتطلب منا فهماً لقوانين الفيزياء، والاحتكاك، والقصور الذاتي، ومبدأ السبب والنتيجة». ومن الأمثلة على قدرات الذكاء الفيزيائي: التنبؤ بحركة الأجسام (مثل اتجاه تدحرج كرة)، وتحديد مقدار القوة اللازم للإمساك بجسم دون إتلافه، والتنبؤ بوجود مشاة خلف سيارة حتى لو لم يكونوا مرئيين. وأضاف هوانغ: «وعندما نضع هذا الذكاء الاصطناعي الفيزيائي داخل جسم مادي، يُصبح لدينا روبوت، وهذا أمر في غاية الأهمية حالياً، لأننا نبني مصانع ومنشآت إنتاجية جديدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة». واختتم بالقول: «نأمل أنه خلال السنوات العشر القادمة، ومع توسعنا في بناء هذه الجيل الجديد من المصانع، أن تكون هذه المنشآت شديدة الاعتماد على الروبوتات، ما يساعدنا في مواجهة النقص الحاد في اليد العاملة الذي يعاني منه العالم».