منصة حديثة بروح بيروت: النادي الثقافي العربي يدخل عصره الرقمي

في خطوة تعكس حيوية المشهد الثقافي في بيروت، أطلق النادي الثقافي العربي منصّته الإلكترونية الجديدة، ليؤسس مساحة رقمية معاصرة تجمع بين المعرفة والتفاعل، وتعيد تسليط الضوء على الدور التاريخي الذي لعبه منذ أكثر من ثمانية عقود. فالمنصّة تأتي كجسر بين إرث طويل في صناعة الوعي ومسؤولية مواكبة التحولات الرقمية التي باتت جزءًا أساسيًا من العمل الثقافي اليوم.

منذ تأسيسه عام 1944 عقب استقلال لبنان، كان النادي الثقافي العربي ركيزة أساسية في الحياة الثقافية اللبنانية والعربية. فقد احتضنت قاعاته ندوات ومناظرات وأمسيات جمعت كبار المفكرين والأدباء والفنانين، وشهدت بيروت عبره بدايات النقاشات حول الحرية والهوية. كما شكّل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب – الذي أطلقه النادي عام 1956 مناسبة سنوية ثابتة للاحتفاء بالكتاب والفكر.

اليوم، يدخل النادي مرحلته الجديدة من خلال منصّة إلكترونية حديثة لا تكتفي بعرض المحتوى، بل تقدّم فضاءً مفتوحًا للقرّاء والكتّاب والباحثين. فالمنصّة تضم أقسامًا متنوعة تشمل: أرشيف النادي، منشورات، كتب، علوم وتكنولوجيا، بيئة ومناخ، رواية، رياديون، شعر وفنون، دراسات وندوات… ما يجعلها امتدادًا طبيعيًا لمسيرة النادي التاريخية، ونافذة تفاعلية تواكب تحوّلات العصر.

تقدّم المنصّة نفسها بشعار: "لتبقى بيروت عاصمة الكلمة الحرة ومنارة الفكر العربي"، في تأكيد على الالتزام بتجديد رسالة النادي بما يليق بتطلّعات جيل جديد من القرّاء والمبدعين.

هذه الانطلاقة الرقمية ليست مجرد تحديث تقني، بل ولادة جديدة للنادي الذي حافظ منذ تأسيسه على دوره كمساحة للحوار وإنتاج الأفكار. واليوم، يواصل هذا الدور بوجه رقمي ينسجم مع زمن سريع الإيقاع، من دون أن يتخلى عن روح بيروت الثقافية التي شكّلت هويته.

وبين ماضيه العريق ومستقبله الرقمي، يوجّه النادي دعوة مفتوحة إلى المهتمين بالشأن الثقافي في لبنان والعالم العربي للمشاركة، الكتابة، وإغناء هذه المساحة الجديدة، ليبقى منارة معرفية حيّة نابضة بروح المدينة.

ويمكنكم زيارة الموقع www.arabculturalclub.or