تهدئة تكتيكية.. خامنئي يمنح فصائل عراقية فتوى "المناورة"

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 14:20
 0
[caption id="attachment_20095" align="aligncenter" width="1000"] المرشد الإيراني علي خامنئي[/caption] سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير موسع لها الضوء على حال فصائل وأحزاب شيعية عراقية تقع اليوم بين مسارين متضادين تحرّكهما واشنطن وطهران، إذ يتعيّن عليها حماية نفوذ نظام "ولاية الفقيه" في المنطقة، والتكيُّف في الوقت ذاته مع شروط أميركية صارمة تقضي بالتخلّي عن السلاح. وتشتدّ قبضة المسارين مع اقتراب موعد المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين في سلطنة عمان، السبت المقبل، لمعرفة مَن "يرخي الحبل قبل الآخر". وحصلت فصائل عراقية على "فتوى" من المرشد الإيراني علي خامنئي تُجيز اتخاذ قرارات تجنّبها ضغوطاً أميركية، من دون التفريط بالنظام السياسي الموالي لطهران، بينما ترك الجنرال إسماعيل قاآني في العاصمة بغداد فريقاً مصغّراً لإدارة ملفات سياسية، من بينها تنفيذ توصية سابقة بـ"صفر عمليات" ضد الأميركيين في الوقت الحالي. ونُقلت الفتوى عبر سياسيين شيعة في أواخر العام الماضي، وكُشف عنها مؤخراً للمرة الأولى بالتزامن مع تقارير عن مفاوضات غير حاسمة بشأن سلاح الفصائل. وأظهرت مقابلات، أجرتها "الشرق الأوسط"، أن الفتوى منحت الفصائل مرونة في تجنّب هجمات إسرائيلية - أميركية طوال الأشهر الماضية، ووفّرت الوقت لتجهيز "الخطة ب" للدفاع عن مصالح إيران إذا تعثّرت مفاوضاتها مع الأميركيين؛ ما فُهم آنذاك على أنه ضوء أخضر لمرحلة تهدئة تكتيكية. وتدور نقاشات في مطبخ "الإطار التنسيقي" ليس للبحث عن آلية نزع سلاح الفصائل، بل لضمان استمرار وجود قوى مؤيدة لولاية الفقيه داخل النظام السياسي العراقي، وقد وُصف هذا التوجه بأنه "تضحية بالجنين لحماية الأم"، في حين يشكك قادة شيعة لهم نفوذ في الحكومة في جدوى "وضع كل البيض في سلة طهران". ولا تبدو التطمينات العراقية التي أُرسلت بطرق مختلفة كافية لإقناع الأميركيين بأن التهديد الذي يمثّله وكلاء إيران في العراق سيتم إنهاؤه فعلياً، وفقا للمصادر، لا سيما مع وصول رسالة أميركية مفصّلة تشدّد على ضرورة تسريح المسلحين وإعادة دمجهم في برنامج تأهيل وتوظيف مدني. وقال قيادي بارز في فصيل شيعي لـ"الشرق الأوسط"، إن "الفصائل هي مَن تقرر مصير سلاحها، وهذا مرتبط بتقدير المصلحة في المنطقة بشكل عام، وليس بوضع ما أو قرار طرف آخر". فتوى "ردّ الضرر" وفقاً للمصادر، فإن ممثلين عن زعيم شيعي في "الإطار التنسيقي" يمتلك جناحاً مسلحاً، سافروا، في خريف 2024، إلى إيران للقاء المرشد علي خامنئي. وسأل الوفد الشيعي خامنئي عمّا إذا كانت فتواه بالمشاركة في "حرب الإسناد" لا تزال قائمة منذ عملية "طوفان الأقصى"، حتى في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية. ونقل هؤلاء جواباً شفهياً من خامنئي مفاده: "ردّ الضرر أولى"، وأبلغ الزعيم الشيعي قادة فصائل ومقرّبين بأنها "فتوى".