عن أمسية حبر أبيض

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 17:58
 0
بين شتول الورد وعبق الرياحين وبحضور مميز ونوعي لشعراء ومثقفين أقام ملتقى حبر أبيض أمسية للشاعرتين : د. يسرا بيطار، د. عُلا خضارو . قدم للأمسية رئيس الملتقى الشاعر مردوك الشامي بكلمة جاء فيها: أظنُّ السبب في كلّ ما يحدث في العالم من ظلم وقتل وجاهلية معاصرة هو النقص الفادح في منسوب الشعر على امتداد الكوكب. النقصُ المريب في الإحساس الانساني بالجمال والطيبة والعاطفة الشاملة والمحبة .. والأميّـةُ الأكيدةُ في قراءة الجوع والفقر والفقد والألم، وفي تفسير سورة الضحايا وهي تصير كتاباً للشــرّ لم يتنزل من سماء، ولا تقبل به كل شرائع الأرض. ولو أن شعوبنا تقرأ فعلاً الشعر وتحسه وتعيشه ستميز فعلا بين القاتل والمقتول.. وهذا وقف على الشعراء كذلك .. الشاعرُ ينتمي لطائفة خارج السياق الذي نعرفه.. وهل أروع من طائفة الشعر.. حين يخرج منها من طائفة الشعر أيُّ شاعر ليعبر عن انتمائه الفئوي الصغير لايكون شاعراً ، بل مجرد مساهم في قتل الحياة والمحبة. ثم تحدث عن شاعرتي الأمسية: الدكتورة علا خضارو والدكتورة يسرا بيطار، كلتاهما تمتلك رسولية الشعر، وتؤمن بدوره في هدم الهياكل المنخورة ، على رؤوس الشياطين.. كلتاهما تكتبُ القصيدةَ على بحرِ العزة والعزم والمحبة، وتغرف حروفها من قاموس الاشتعال المضيء، وترفع عمارة قوافيها من حجارةِ وترابِ أرضٍ أرزتها العالية ستبقى بيرق انتصار وصمود في وجه كلّ أبالسة العالم. في رصيد الدكتورة علا خضارو الكثير الكثير ،دكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية، أعمال لا تحصى في بناء الوعي والمجتمع، دواوين شعر، جوائز، ومشاركات عربية فاعلة ليس آخرها التألق الذي حصدته في أمير الشعراء. وفي رصيد شعرها إنسانٌ حقيقي يغمسُ قلمه في محبرة اليقين لتأتي القصيدة على قياس الفراشة والوردة والنهر والعصفور.. لا أحبذ كثيراُ في تقديم الشعراء رصف حائط السيرة بالمنجزات، ولا الذهاب في المديح إلى مواقع المناطيد.. لكني اقول باختصار..علا خضارو شاعرة حقيقية تمتلك اللغة ومفاتيح التشظي.. ثم قرأت الشاعرة خضارو قصائد للإنسان والوطن وختمت بقصيدة أهدتها لوالدها: كلّما ناديتُ سرّا يا أبي زرّرَ الوردُ جفوني وبكى ونما فوقَ حقولي خافقٌ أشملَ العشبَ طريّاً إن شكا كُنه هذي الأرض مذ علّمْتني أمِنَ الغيمُ وأوحى مسلكا كلّما ناديتُ سرّاً يا أبي كلُّ إدغامٍ بحرفي فُكِّكا... ثم قدم للشاعرة يسرا بيطار قائلاً: وماذا أقول عن يسرا بيطار وكلكم تعرفون الدكتورة يسرا ، محاضرة أكاديمية وناقدةً وحاضرةً في كل منبر أصيل بكل ما فيها من أصالة حرف ونبضٍ وشاعرية. [gallery type="rectangular" ids="59340,59384,59339,59337,59336,59334,59335,59338"] دكتوراه في اللغة العربية وأدابها، ومؤلفات في الفكر والشعر والنقد، وحضور فاعل للقصيدة اللبنانية في عوالم العرب والمهرجانات الدولية، وامرأة حقيقية جداً في كل حرف ولفتة وتحليق,, وشاعرة وطن وموقف ، ومرسالةُ أمةٍ كم نريد لها أن تثوب إلى الرشد وتصحو من نومها الصمغي العتيق. في شعر يسرا بيطار عراقة وبلاغة وفتنة، وخطوات أنثى تمشي حافية على السحاب لتثمل الغيمة وتنجبُ الغيث والرياحين . وقرأت يسرا بيطار كذلك للأرض والوطن والحرية ومما قرأته: خَـلَـطَ الهوى بالشِّعـر والنّثـرِ وكواكبٌ تسـري على الخـمـرِ يَـهَـبُ الرياحَ عبيـرَ نشـوَتِها يَـهَـبُ الفضاءَ نعومةَ الشَّـعـرِ مِن أيّ وادٍ جاءَ مكتَـفِـيًا بالماءِ منهمرًا ، وبالسـحرِ فإذا يـهُـبُّ العطرُ في يدِهِ تـتـفـتَّـحُ الدنيا على ظهري