أسرار وعناوين الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 تشرين الثاني 2025
نداء الوطن
علمت “نداء الوطن” أن عددًا من عائلات وفد أهالي 4 آب الذين سيلتقون البابا في وقفة صلاة أمام مرفأ بيروت، سيصطحبون معهم أطفالهم الذين سيرتدون قمصانًا عليها صور الضحايا .
آخر المواقف المثيرة، ما كشفته التحقيقات الجارية في الجامعة اللبنانية، إذ أظهر التحقيق الداخلي الذي أجرته الجامعة واقعة غير مسبوقة: أستاذة في كلية الحقوق اعترفت بأنها قامت بتغيير علامة أحد الطلاب من جنسية عربية، ودوّنت أن ذلك تمّ “بناءً على طلب مسؤولين أكاديميين”.
رغم السرية التي رافقت لقاءات الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان تبيّن أن الرسالة التي حملها لكلّ من التقاهم تشدد على التوافق والانسجام بين أركان السلطة في مواجهة استحقاق حصر السلاح وتنفيذ الإصلاحات.
اللواء
تجاوزت «داتا المعلومات» حول الأشخاص المستهدفين في الجنوب موضوع الهواتف المحمولة، وسواها إلى ما هو أخطر، وهو قيد التدقيق.
تزايدت التسريبات حول مسارات خاطئة تعني الانتخابات النيابية في إطار الضغوطات حول التشريع الانتخابي من عدمه!.
تحدثت مصادر عن أن الاقتراح اللبناني الأول للتفاوض ناقشه فريق إسرائيلي، ولم يفرج عمَّا استقر عليه الموقف هناك.
الجمهورية
تفيد معلومات مؤكّدة عن تحضير جدّي لاتصالات أو لقاءات تُعقَد بعيدا من الاضواء بين جهة عربية وطرف لبناني، جمعتهما خصومة والكثير من الملفات الخلافية.
قال مسؤول كبير، إنّه شعر بصدمة كبرى من خطوة أقدم عليها طرف داخلي، كان لها الأثر السلبي البالغ على جهود كانت تُبذل لفتح نوافذ حل في مسار مسالة معقّدة.
نُقِل عن مرجع كبير قوله، إنّه يسعى جهده إلى تحقيق مصلحة طرف محشور، فيما هذا الطرف يبادله بخطوات استفزازية.
البناء
قال دبلوماسي أوروبي إن خطة السلام الأميركية في أوكرانيا تعني انتصاراً كاملاً لروسيا على أوروبا وإعلان نهاية حلف الأطلسي الذي يصبح حلفاً ظرفياً لمن تدعوهم أميركا لحروبها بعد أن كان يقوم على ركنين أميركي وأوروبي ووصف التسليم بإعادة صياغة أوكرانيا جغرافياً وسياسياً وعسكرياً على مقاس مناسب لروسيا بالتزامن مع رفع العقوبات عن روسيا وإعادة ودائعها المجمّدة بعدما كان التوفق الأميركي الأوروبي على اشتراط ملاحقة القادة الروس أمام المحكمة الجنائية وتدفيع روسيا كلفة إعادة إعمار أوكرانيا، ومصادرة ودائعها تعني مكافأة روسيا ومعاقبة أوروبا التي سوف تتولى إعمار أوكرانيا هذا عدا عن ما تضمّنته الخطة الأميركيّة من عودة روسيا إلى مجموعة الثمانية الكبار، وكل هذا يعني جغرافياً استراتيجية جديدة في شمال الكرة الأرضيّة تتزعمها روسيا بوضوح.
قال دبلوماسي عربي سابق إن التغيير الكبير الذي يفوت الكثيرين في المنطقة هو أنه بمقدار ما ظهر التوحّش الإسرائيلي منفلتاً من كل الضوابط وهو يحظى بحماية أميركية كاملة فإن المنطقة دخلت في فوضى طويلة المدى حيث رغبة أميركا بتوظيف الحرب لصناعة التسويات لا تجد شريكاً إسرائيلياً قادراً مع التحوّلات الداخلية في “إسرائيل” لصالح اللغة التوراتية حسب مفهوم السياسة الذي تأسست عليه، وحيث أميركا التي لا تستطيع لاعتبارات أميركية داخلية مجاراة التهوّر الإسرائيلي لا تستطيع لاعتبارات أميركية داخلية ومصالح استراتيجية عليا تقبل إضعاف “إسرائيل” أو التخلي عنها، وحيث الأداء السياسي العربي والإسلامي كما ظهر في التعامل مع مشروع القرار الأممي بنسختيه الأميركية والروسية ليس جاهزاً لصناعة مساحة خاصة وفق معايير الأمن القومي، ولذلك كله يخطئ مَن يعتقد أن زمن التخلّي عن المقاومة قد حان لفتح طريق التسويات لأن طريق التسويات مغلق حتى إشعار آخر والحفاظ على المقاومة أمن قوميّ استراتيجيّ ربما تكون مصر أدركت معناه قبل الآخرين، لأنها أكثر مَن يصنع الأمن القومي سياساتها بين الدول العربية.
العناوين
النهار: مفاجأة ترامب دعوة الرئيس اللبناني إلى البيت الأبيض… ومفاجأة عون مبادرة خماسية لضمان السلطة كاملة
كتبت صحيفة "النهار" نقول:
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.
طغت مفاجأة مدوية أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل أمس على التطوّرات والمواقف الداخلية التي أعلنت عشية عيد الاستقلال إذ أعلن ترامب أنّه سيدعو الرئيس اللبناني جوزف عون لزيارة البيت الأبيض. وقرن هذه المفاجأة بقوله أيضاً إن حزب الله يمثّل مشكلة للبنان.
بدا هذا الإعلان المفاجئ كأنه أزاح جانباً تداعيات العاصفة الأخيرة التي خلّفتها إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن علماً أن الكثير من الإيضاحات حول دعوة ترامب يجب أن تتبلور في الأيام المقبلة.
وجاءت مفاجأة ترامب بعد قليل من الكلمة التي وجّهها الرئيس عون إلى اللبنانيين عشية ذكرى الاستقلال حيث لم يكن مستغرباً أن تحتل المواقف البارزة التي أطلقت في الذكرى وتحديداً مواقف كل من رئيس الجمهورية وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، واجهة المشهد الداخلي إذ أنّها شكّلت موجة دفاعية عن الجيش وخطّته في جنوب الليطاني. وبذلك يمكن اعتبار مواقف رئيس الجمهورية وقائد الجيش بأنها بمثابة الرد الضمني أيضاً على التطوّر الذي حصل قبل أيام ولا يزال يجرجر بذيوله بعد إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن. لكن هذا الرد الضمني اتّسم بمرونة واضحة إذ لم تصدر أي إشارة من شأنها إثارة الشكوك حول تدهور أكبر، بما يثبت أن الاتّصالات الصامتة الجارية لرأب الصدع ماضية بلا ضجيج سعياً إلى احتواء الأزمة بسرعة. كما لوحظ أن أمر اليوم لم يلحظ تعبير “العدو الإسرائيلي”.
وتعمّد الرئيس عون إعطاء مناسبة الاستقلال والظروف التي تمر بها البلاد في أول كلمة يلقيها كرئيس في هذه المناسبة، دلالات خاصّة بتوجيه رسالته إلى اللبنانيين تحت شعار الجيش من قطاع جنوب الليطاني. أمّا الأهم والأبرز في كلمته فتمثّل في إطلاق الرئيس عون مبادرة ذات طابع ميداني وديبلوماسي ينتظر أن ترصد أصداؤها وردود الفعل عليها في الأيام القليلة المقبلة. وقوام هذه المبادرة خمس نقاط هي:
“أولاً: تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلّة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلّم.
ثانياً: استعداد القوى المسلّحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط.
ثالثاً: تكليف اللجنة الخماسية بالتأكّد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلّحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
رابعاً: إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتّفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
خامساً: وبالتزامن، تتولّى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكّدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها”.
وأعلن أن “هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون”.
وتضمّنت كلمته أيضاً دلالات داخلية مهمّة إذ قال “نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأن الظروف تبدّلت، وأن لبنان تعب من اللادولة، وأن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأن العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظل انعدام الدولة”.
وتحدّث عن حالتي إنكار في لبنان فقال “فلنتحدّث بصراحة. في لبنان اليوم، لدى بعض المرتابين من تطوّرات المنطقة، انطباعٌ وكأن شيئاً لم يتغيّر، لا عندنا ولا حولنا ولا في فلسطين ولا في سوريا ولا في العالم.
هي مكابرة أو حالة إنكار ليقنع هذا البعض نفسه، بأنّه يمكنه الاستمرار بما كان قائماً من تشوّهات في مفهوم الدولة وسيادتها على أرضها، منذ 40 عاماً.
وفي المقابل قد يكون هناك انطباع مناقض لدى بعض آخر من اللبنانيين، بأن الزلزال الذي حصل، قضى على جماعة كاملة في لبنان، وكأنّ طائفة لبنانية برمّتها قد زالت أو اختفت، أو كأنها لم تعد موجودة في حسابات الوطن والميثاق والدولة.
وأنا أقول لكم، هذه مكابرة أخرى، وحالةُ إنكار مقابلة، لا تقل عن الأولى خطأً وخطراً. فيما نحن كدولة، وأنا شخصياً كرئيس لهذه الدولة، نقف حيث تقتضي مصلحة الوطن وكل الشعب، لا مصلحة طرف أو حزب أو طائفة.
لم يعد أي من هذا مقبولاً، لا باسم استثناء، ولا بذريعة ماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، ولا بوهج قوة أو فائضها، ولا برد فعلٍ من جماعة أخرى أو منطقة أخرى، على واقع غير سليم. كل هذا بات مرفوضاً، من كل لبناني، ولأي مقيم على أرض لبنان. وكما أقول هذا الكلام بصراحة من منطلق المسؤولية الوطنية الكبرى، أقف هنا، لأقول لا مماثلة، لحالة الإنكار الأخرى” .
رئيس الجمهورية كان زار قبل الظهر يرافقه قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور. وألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقّدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، “والتي تؤكّد مرّة أخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقّد أهله والعسكريين المنتشرين فيه”. وقال: “نجدّد اليوم أمام فخامتكم التمسّك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الأهلي”.
ثم قدّم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضاً مفصّلاً معزّزاً بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفّذها الجيش تطبيقاً للخطّة التي وضعتها القيادة لاسيما لجهة إزالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمّن العرض معلومات حول ما أنجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحدّدة والحواجز الدائمة والظرفية والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيّرها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
واطّلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوّات الإسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدّم العميد الركن تابت ملخّصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة “الميكانيزم” والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها.
وتحدّث الرئيس عون إلى الضباط وقال: “أتيت اليوم إلى الجنوب في ذكرى الاستقلال، لأؤكّد أن هذه المنطقة الغالية هي في قلوبنا دائماً، وان الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين، ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال، وهو يقدّم وفاء لهذه المبادئ الشهيد تلو الاخر غير آبه بما يتعرّض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض”.
ونوّه الرئيس عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً. وفي ختام اللقاء، هنأ الرئيس عون قائد الجيش العماد هيكل بعيد الاستقلال مقدّراً الجهود التي يبذلها مع معاونيه في تمكين المؤسسة العسكرية من القيام بمهامها بإخلاص وتفان، متمنّياً أن تعود ذكرى الاستقلال السنة المقبلة وقد تحرّر كل الجنوب وارتفع على حدوده العلم اللبناني وحده رمز السيادة والكرامة الوطنية.
وكان سبق الزيارة توجيه قائد الجيش أمر اليوم إلى العسكريين، حيث قال “لقد بذل الجيش جهوداً جبارةً منذ دخول اتّفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات الناتجة عن الأزمة، لتطبيق خطّته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها تنفيذاً لقرار الحكومة اللبنانية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته كافة، بالتنسيق الوثيق مع قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنة الإشراف على اتّفاق وقف الأعمال العدائية.في هذا السياق، قدّمت المؤسسة العسكرية تضحياتٍ جساماً، ووقع العديد من عناصرها شهداء وجرحى على مذبح الوطن، وصمدت في مواقعها رغم الظروف الخطيرة، للمحافظة على حق لبنان في السيادة على كل شبر من أرضه، وهي لن تتوانى أو تبخل بأي جهدٍ أو قطرة دمٍ لتحقيق هذه الغاية، إضافة إلى دعم عودة النازحين إلى قراهم. هذه الجهود تستلزم مواكبة حثيثة من مؤسسات الدولة، ضمن إطار جهدٍ وطني شامل، وتوفير الإمكانات، وتحسين أوضاع العسكريين، وتهيئة الظروف الضرورية لاستعادة الاستقرار. إنَّ القيادة مُدرِكَة تماماً للأوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطّة الجيش، التي تسير وفق البرنامج المحدّد لها، وهذه الظروف تستلزم أعلى درجات الحكمة والتأنّي، والحزم والاحتراف، بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الأهلي، بعيدًا عن أي حسابات أخرى”.
أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكّد في مؤتمر حول المواطنة المسؤولة، الذي أقيم في قصر اليونيسكو، أنّه “لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت والفرص، وقد أضعنا الكثير منها، بدءاً من اتفاق الطائف، وعدم نشر الجيش في الجنوب عام 2000، وصولاً إلى إدارة شؤوننا السياسية بعد الوصاية السورية”.
وتابع: “الدولة لا تُدار بالخوف بل بالثقة. لقد أضاع وطننا فرصاً كثيرة، لكن ما زال فيه من عناصر القوة للنهوض من جديد”.
وشدد على أن العلاقة بين الدولة والمواطن تقوم على مسؤولية مشتركة، قائلاً: “بين مسؤولية الدولة ومسؤولية المواطن تتأسّس علاقة تقوم على شراكة صادقة تعيد وصل ما انقطع من ثقة”. وأشار إلى أن مستقبلاً أفضل للبنان يقوم على ثقافة سياسية جديدة، تقوم على نبذ العنف وتقبّل الآخر”.
في غضون ذلك أعلنت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين، أن مهلة تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للاقتراع في الانتخابات النيابية المرتقبة في عام 2026 انتهت منتصف ليل الخميس في 20/11/2025 بتوقيت بيروت، وبالتالي توقّفت عملية التسجيل في كل القارات، وبلغ عدد الناخبين المسجّلين 151,985.
وأعلنت الوزارتان أنّه وبعد الانتهاء من التدقيق بلوائح المسجّلين من قبل المديرية العامة للأحوال الشخصية، ستصدر وزارة الداخلية والبلديات القوائم الانتخابية الأولية ليصار إلى تعميمها بواسطة البعثات في الخارج على المغتربين للتأكّد من صحّة القيود والبيانات.
نداء الوطن: ترامب يدعو عون إلى البيت الابيض
كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول:
حملت عشية الذكرى الـ 82 لاستقلال لبنان اليوم رسائل مهمة، تقدمها ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب ردًّا على سؤال لمراسل الـ mtv أنطوني مرشاق: “سأدعو الرئيس جوزاف عون لزيارة البيت الأبيض”. وفي حديث لـ “فوكس نيوز” أضاف ترامب: “لقد أزلنا غيمة سوداء كبيرة عن الشرق الأوسط بتقليص حجم إيران و”حزب الله” في لبنان ليس في وضع جيد”.
أما رئيس الجمهورية جوزاف عون، فاختار أن تكون إطلالته الأولى في عهده عشية ذكرى الاستقلال، من أرض الجنوب وتحديدًا من قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، كي يوجه رسالة العيد. وقد واكبه من هناك قائد الجيش العماد رودولف هيكل.
فقد أطل الرئيس عون في رسالته على كل القضايا الراهنة التي يواجهها لبنان بقوله: “نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأن الظروف تبدلت، وأن لبنان تعب من اللادولة، وأن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأن العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظل انعدام الدولة”.
كما أطلّ الرئيس عون على قضية الأمن في الجنوب وتاليًا في كل لبنان بمبادرة من خمسة بنود هي:
“أولًا، تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فورًا، بجدول زمني واضح محدد للتسلّم.
ثانيًا، استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط.
ثالثًا، تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
رابعًا، إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
خامسًا، وبالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب”.
وفي سياق متصل، ووفق معلومات “نداء الوطن” من واشنطن وردت الانطباعات الآتية:
1- زيارة الرئيس عون برفقة قائد الجيش إلى الجنوب تنظر إليها واشنطن بإيجابية وبأنها رسالة من الرجلين على أن الدولة هي التي تحكم وتبسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية وخصوصًا في الجنوب.
2- هناك تحسن على خط أزمة هيكل – الإدارة الأميركية على خلفية إلغاء مواعيده لكن لم يتغير شيء حتى الساعة والاتصالات مستمرة لإيجاد حل وترطيب الأجواء خلال الساعات المقبلة.
3- هناك فريقان في الإدارة الأميركية في ما خص ما حصل مع “هيكل”:
– الفريق الأول متشدد ويتحدث عن ضرورة التشدد أكثر تجاه “هيكل” ومن خلفه عون، لأن عون هو المقصود من إلغاء مواعيد “هيكل”، وهو (أي عون) بنظر هذا الفريق لا يبادر ولا يزال يعمل ببطء شديد، وعلى رأس هذا الفريق عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ليندسي غراهام.
– الفريق الثاني لا يريد أن يضغط أكثر على الجيش ويرى أن الجيش يتعاون وعلى رأس هذا الفريق قائد القيادة الوسطى الأميركية أو الـ “Cenctom” الأدميرال براد كوبر الذي لا يحبذ الضغط أكثر على الجيش وتوصياته تؤكد ضرورة عدم كسر الجرة مع الجيش اللبناني.
4- إلا أن النقطة المشتركة بين الفريقين هي أن كليهما غير راضٍ عما وصفاه بـ “أدبيّات” كلام وخطابات وبيانات قائد الجيش الذي يستخدم مثلاً عبارة “العدو الإسرائيلي” وعبارات أخرى يتوجّس منها الفريقان.
علماً أن الملاحظ أن قائد الجيش في “أمر اليوم” أمس تحدث عن خطة الجيش والمضي بها، وفهم من كلامه أنه رسالة تطمينية إلى الإدارة الأميركية بأن الجيش ماضٍ بتنفيذ الخطة وسحب السلاح، وذلك بعدما ذكر بالأمس أن من شروط إعادة المياه إلى مجاريها مع “هيكل” ووضع جدول جديد للقاءات له في واشنطن هو تأكيده المضي بتنفيذ خطة الجيش وسحب سلاح “حزب الله” وهذا ما حاول “هيكل” قوله في “أمر اليوم” عشية عيد الاستقلال.
بدورها، ركزت أوساط سياسية بارزة عبر “نداء الوطن” على 3 نقاط:
الأولى، صحيح أن الدولة متراجعة في مسألة سلاح “حزب الله” وسط حالة تسليم بالأمر الواقع. في المقابل، تظهر الدولة إقدامًا في مكافحة المخدرات والممنوعات وما شابه. وبالتالي، فإن الانكفاء في السلاح يقابله الذهاب إلى ضرب شبكات المخدرات ومصانع الكبتاغون والتهريب وغيرها.
الثانية، وهو السؤال: لماذا لم يتم توقيف نوح زعيتر قبل سنة؟ ولماذا لم يطلق هانيبعل القذافي منذ عامين، والذي لم يكن موقوفًا بأحكام قضائية؟ ولماذا تم إقفال 30 مصنع كبتاغون خلال شهر؟ هناك شيء انهار وكله مرتبط بـ “حزب الله”. ما نجحت الدولة بالقيام به اليوم، هو نتيجة تفكيك وضعية “الحزب”.
الثالثة، فهم رئيسا الجمهورية والحكومة جيدًا رسالة واشنطن بإلغاء مواعيد قائد الجيش، وقرآ جيدًا أنه من الآن فصاعدًا لا تحتمل الأمور التباسًا. لذا رأينا مواقف الرئيسين الأخيرة زادت من وتيرتها حيال السلاح بعدما أدركا أن واشنطن ذهبت نحو الترجمة العملية للمواقف التحذيرية على الأرض.
جعجع: الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر
من ناحيته، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في مقابلة عبر قناة “القاهرة الإخبارية” أن “الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر فأكبر. الموقف الأميركي، وهو موقف شئنا أم أبينا حاسم وحازم في هذه الأيام، كان واضحًا جدًا على لسان من تحدّث باسمهم مرارًا عديدة. خلاصة الموقف الأميركي هي: يا شباب، أنتم في لبنان، نحن معكم، وتعرفون كم نحبّ لبنان، ولكن يجب أن تصبح في لبنان دولة فعلية، وأن يُحصَر السلاح فيها، وأن يكون قرار السلم والحرب فيها. إذا لم تفعلوا ذلك، فستظلون أصدقاءنا، لكن “دبّروا حالكم أنتم”. ونحن نعرف ما معنى تعبير “دبّروا حالكم”، أي: دبّروا أمركم أنتم وإسرائيل”.
أما في طهران، فغرد وزير الخارجية عباس عراقجي قائلًا: “صديقي العزيز وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي دعاني في مقابلة مع قناة أم تي في إلى إجراء التفاوض. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان؛ لكننا نرحّب بأي حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، ولا حاجة لبلدٍ ثالث. أدعو زميلي يوسف لزيارة طهران، وأنا مستعدّ أيضًا لزيارة بيروت بكلّ سرور إذا تلقيت دعوة رسمية لذلك”.
ملاحقة رامي نعيم قضائيًا بضغط حزبي
على صعيد الحريات العامة، تفاعلت أمس قضية الملاحقات القضائية المدفوعة من جهات حزبية بحق نائب رئيس تحرير “نداء الوطن” الزميل رامي نعيم، في وقت يمتنع هذا القضاء عن إحالة الملف إلى محكمة المطبوعات المختصة، في مخالفة واضحة للأصول المرعية، يكشف ازدواجية واضحة في أداء القضاء والأجهزة الأمنية. كذلك إن الملاحقة الأخيرة ومكان الاستدعاء، كأنهما يستدرجان الزميل نعيم إلى كمين قد يدفع حياته ثمنًا لهذا الإجراء الجائر عبر مسرحية “العناصر غير المنضبطة”. وهذا النسق من الملاحقات يستدعي التحرك الواسع من الجسم الإعلامي وفي القريب العاجل.
الشرق الأوسط: عون يؤكد استعداد الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على الحدود
كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول:
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، أنه «لا استقلال حقيقي لبلاده إلا بتحرير وتعمير الجنوب، وكل لبنان»، وأنه «لا مجال لتحقيق أي خطوة على هذه الدرب، إلا عبر الدولة اللبنانية وحدها وحصراً، لا شريك لها في سيادتها ولا وصي».
وكشف الرئيس عون، في رسالة وجّهها إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال خلال وجوده في الجنوب، وتحديداً في قيادة قطاع جنوب الليطاني، عن استعداد الدولة لأن تتقدم للجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جاهزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة.
وأشار إلى أنه من الممكن «تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد الدائم من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على تلك النقاط»، مع «تعهّد الدولة بالتلازم مع هذا المسار، بأنها المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود، وعن أمن أراضيها كافة، وجاهزيتها للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات الإسرائيلية عبر الحدود».
وأكّد عون «استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط».
وأوضح أنه يمكن أن «تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما المساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، باحتواء كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها، وتحييده نهائياً».
وأكّد عون أن لبنان يرى «مؤشرات مشجعة جداً» في القمة التي عُقدت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن. وقال في هذا السياق إن لبنان «يسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن… مؤشرات مشجعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلف عنه لبنان خطوة واحدة».
وشدّد عون على أن لبنان تعب من مفهوم اللادولة، وأن مصلحة لبنان وشعبه تفرض ضرورة انسحاب إسرائيل من كل متر من الأراضي اللبنانية ووضع ترتيبات حدودية نهائية.
وقال إن أرض بلاده «أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها». وأكد أن «درب الاستقلال يبدأ من حضور الدولة، لا غيابها؛ ومن سيادتها، لا ازدواجيتها، ومن تحرير كل شبر من أرض لبنان»، مندداً بدخول لبنان في «صراعات المحاور الإقليمية».
وعبّر عون عن استعداد لبنان للمشاركة في السلام في فلسطين، سواء بتوسيع نطاق اتفاقيات سابقة أو إبرام اتفاقيات جديدة.
وأشاد الرئيس اللبناني بـ«العلاقات مع سوريا الجديدة»، قائلاً إنها تتطور في الاتجاه الصحيح، وطالب بالاستعداد الجيد للتعامل مع المعطيات الجديدة في المنطقة.
وأكّد عون أن الاقتصاد اللبناني يتعافى، وهو ما تُظهره الأرقام، على حد قوله، مشيراً إلى أن موقفه هو «حيث تقتضي مصلحة الوطن والشعب».
وقال الرئيس اللبناني، في إشارة على ما يبدو إلى «حزب الله»، إنه ليس من الصحيح أو المقبول التصرف كأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت، فهم لبنانيون، وقدّموا تضحيات.
وأضاف: «هؤلاء ضحّوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات. والآن علينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين، إلى حضن الوطن، وتحت سقف الدولة الحصري الذي لا سقف سواه، بلا اجتهادات ولا استثناءات».
وتابع: «وأنا شخصياً كرئيس لهذه الدولة، نقف حيث تقتضي مصلحة الوطن وكل الشعب، لا مصلحة طرف أو حزب أو طائفة».
وأضاف: «نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، إن الزمن تغير، وإن الظروف تبدلت، وإن لبنان تعب من اللادولة، وإن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وإن العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظل انعدام الدولة».
وأشار إلى أن المسألة ليست فقط حصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة، بل يمتد إلى «ثقافة الدولة كنهج حياة وسلوك في كل تفصيلة من حياتنا وعلى كل شبر من أرضنا».
الأخبار: عون «متأكّد» من تحريض لبنانيّين: هدفهم تخريب علاقتي مع واشنطن
كتبت صحيفة "الأخبار" تقول:
يعتقد المتابعون لتطورات الموقف الأميركي من الجيش اللبناني، أنه وليد نتائج الحرب الصهيونية على لبنان. وأن أسباب معاقبة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، بإلغاء ثلاثة مواعيد رسمية رفيعة المستوى كان يستعد لها قبل أسبوع في واشنطن، تنحصر في عدم التزام المؤسسة العسكرية بالخطة الأميركية لنزع سلاح المقاومة بمعزل عن نتائجها على الداخل. لكن، يبدو أن المشكلة ناجمة عن تحريض أكبر تقوده إسرائيل في الولايات المتحدة على الجيش بوصفه جزءاً من المشكلة، داعية إلى مقاربة أميركية – غربية مختلفة بحجّة أن جزءاً من الجيش يدعم حزب الله. كما يطالب العدو بفرض عقوبات على بعض الأقسام في الجيش.
لكن هذه المرة، وصل التحريض إلى مراحل غير مسبوقة، يتشارك فيه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وشخصيات في الكونغرس وشخصيات لبنانية تمتهِن الوشاية، خصوصاً أن المعطيات الآتية من الخارج، تؤكّد أن إلغاء المواعيد، لا يعكس موقفاً أميركياً موحّداً، ولا يعبّر عن البنتاغون أو القيادة المركزية، بدليل البيان الأخير الصادر في منتصف شهر تشرين الأول على لسان الأدميرال براد كوبر بأن «شركاءنا اللبنانيين يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله»، مؤكداً «أنّنا ملتزمون بدعم جهود القوات المسلحة اللبنانية، التي تعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي».
الرسالة السياسية مما حصل لم تعد تحتاج إلى كثير عناء لتفسيرها، وهي موجّهة بالدرجة الأولى إلى الرئيس جوزيف عون الذي فهمها ونقلها إلى محيطين به. وبحسب معلومات «الأخبار» يؤكد عون في مجالسه أن ما حصل «مرتبط بالدرجة الأولى بمجموعات لبنانية تحرّض عليه هو نفسه وتريد تخريب علاقته مع الأميركيين». وثمّة قناعة اليوم بأن تصعيد الحملة الأميركية على الجيش، وإن كان يأتي بالشكل في سياق رفض العماد هيكل دهم المنازل بحثاً عن سلاح حزب الله من دون العودة إلى القضاء المختص، فإن واشنطن ترمي بكل ثقلها للضغط على المؤسسة العسكرية لإحداث تغيير داخلها.
وقد خلق الضخّ الإعلامي من قبل العدو الإسرائيلي وأعداء حزب الله في الداخل جواً في محيط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما في وزارة الخارجية الأميركية يتحدّث عن «ضرورة فصل قيادة الجيش عن رئاسة الجمهورية، من خلال إقالة هيكل أو دفعه للاستقالة»، على اعتبار أن ذلك «سيؤدّي إلى تسريع عملية نزع السلاح، حيث إن قائد الجيش الجديد لن يلتزم بمواقف عون التسووية بل بالقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية، ما يؤدّي أيضاً إلى عزل عون». والمشكلة هنا، لا تقتصر على موضوع نزع السلاح بل تتعداه إلى الموقف من التفاوض مع العدو الإسرائيلي، أي إنها تتجاوز معيار المصلحة الوطنية.
وبحسب المعلومات الأميركية المصدر، فإن اللوبي اللبناني المُعارِض لرئيس الجمهورية، لا يتوقف عن الدفع في اتجاه الانتقام من كل من لا يريد الامتثال للأوامر الأميركية حتى لو كانَ رأس الدولة والمؤسسة العسكرية، ولتصفية حسابات سياسية داخلية كما هو الحال بين «القوات اللبنانية» وعون.
فلم يعُد خافياً أن «القوات» كانت واحدة من الجهات التي قصدها رئيس الجمهورية حين تحدّث عن بخّ السموم على اللبنانيين، فيما اضطرت هي في الأمس إلى الرد بشكل مموّه على عون الذي قال بأن «الجيش لا يأبه بما يتعرّض له من حملات التجريح والتشكيك والتحريض»، مدّعية أنّ الرد هو على إعلام الممانعة الذي يتحدّث عن «وشايات مزعومة».
مبادرة رئاسية لإنهاء الاحتلال… ووقف نهائيّ للاعتداءات
أطلق رئيس الجمهورية جوزيف عون، أمس، مبادرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات نهائياً. وتقوم المبادرة، وفق ما ورد في رسالة الاستقلال التي وجّهها عون إلى اللبنانيين، على الآتي:
– تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلّم.
– استعداد القوى المسلّحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط.
– تكليف اللجنة الخماسية بالتأكّد، في منطقة جنوب الليطاني، من سيطرة القوى المسلّحة اللبنانية وحدها، وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
– إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
– بالتزامن، تتولّى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكّدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدّمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها.
وقال عون، إن لبنان حاضرُ للشراكة في السلام «بكلية وفاعلية، إن عبر توسعة نطاق اتفاقيات سابقة، أو عبر أخرى جديدة»، مضيفاً: «نعم، نحن حاضرون وجاهزون بلا أي عُقد، وفق قاعدة واضحة: مسار الشأن اللبناني، من بيروت حتى حدودنا الدولية، نُسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقلّ، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً إسرائيلياً من كل متر مربّع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائية، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً. أمّا أيّ خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع».
اللواء: الجنوب محور ذكرى الاستقلال.. ومبادرة رئاسية من 5 نقاط لحل مستدام
كتبت صحيفة "اللواء" تقول:
الذكرى الـ 82 لإستقلال لبنان، بدأت من الجنوب بزيارة لم يُعلن عنها مسبقاً قام بها الرئيس جوزاف عون، برفقة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث زار ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، ومن هناك حدّد خارطة طريق للصمود والتحرير من الاحتلال، ثم طرح رئيس الجمهورية مبادرة من 5 نقاط للحلّ، مع إنهاء عصر الدويلات، والانتماء الى الدولة بالكامل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان خطاب الرئيس جوزاف عون في ذكرى الإستقلال فند الوقائع واستعرض العديد من المحطات في مشهدية شاملة، مشيرة الى ان مبادرته بشأن التفاوض ستفتح المجال أمام ردود فعل وقراءات متعددة.
واعتبرت ان ما قاله لم يخرج عن سياق دعواته السابقة عن التفاوض انما هذه المرة توقف عند الرعاية الأممية، ما يعني ان لبنان مستعد لهذه المسيرة، لكن ليس معلوماً الرد على هذه المبادرة وماهية الترددات بشأنها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب رداً على سؤال أنه سيقوم بدعوة الرئيس عون لزيارة البيت الابيض.
ورأى أن حزب الله لطالما ظل مشكلة في لبنان، ونعمل على تعزيز السلام في الشرق الاوسط.
ووضع الرئيس عون في رسالته الاولى لمناسبة الاستقلال من الجنوب، مبادرته لتطبيق اتفاق وقف الاعتداءات وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واطلاق الاسرى، وعدم تحويل الجنوب إلى منصة لإستهداف حدود أي دولة.. أمام كل العالم، وهي ترسم كل صديق حريص أو صادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الامن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة.. ونحن جاهزون لها، وملتزمون.
وقال الرئيس عون في الرسالة أن مسار الشأن اللبناني، من بيروت حتى حدودنا الدولية، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً اسرائيلياً من كل متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائية، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً.
أما أي خطوة أبعد من الحدود، فتسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤشرات مشجعة جداً لإنطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلَّف عنه لبنان خطوة واحدة.
أكثر من ذلك، لماذا أنا في الجنوب الآن؟،
لقد اخترت هذا المكان وهذه اللحظة، لأقول بموجب ضميري الوطني، ومسؤوليتي عن بلد وشعب، ولأعلن لكل العالم، ما يلي:
أولاً:تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلُّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد للتسلُّم.
ثانياً: استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلُّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط.
ثالثاً: تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.
رابعاً: إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
خامساً: وبالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرِّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها.
واكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في الرسالة التي وجَّهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال، من ارض الجنوب وتحديداً من قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، ان لا استقلال حقيقياً، إلا بتحرير وتعمير الجنوب، وكل لبنان. ولا مجال لتحقيق أي خطوة على هذه الدرب، إلا عبر الدولة اللبنانية وحدها وحصراً، لا شريك لها في سيادتها ولا وصي.
وكشف الرئيس عون عن استعداد الدولة لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جهوزية الجيش اللبناني لتسلُّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد الدائم من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على تلك النقاط، وتعهّد الدولة بالتلازم مع هذا المسار، بأنها المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود، وعن أمن أراضيها كافة، وجهوزيتها للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.
وتابع: تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، باحتواء كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها، وتحييده نهائياً.
وأشار الرئيس عون الى وجود انطباع لدى بعض المرتابين من تطورات المنطقة، وكأن شيئاً لم يتغير، وهي مكابرة أو حالة إنكار ليُقنع هذا البعض نفسه، بأنه يمكنه الاستمرار بما كان قائماً من تشوهات في مفهوم الدولة وسيادتها على أرضها، كما ان هناك انطباعا مناقضا لدى بعض آخر، بأن الزلزال الذي حصل، قضى على جماعة كاملة في لبنان. وهذه مكابرة أخرى، وحالةُ إنكار مقابلة، لا تقل عن الأولى خطأً وخطراً.
وقال ان المطلوب حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، فلم يعد مقبولاً التغوّل على الحق العام، ولا على الملك العام، ولا على المال العام، ولا على الفضاء العام. لم يعد أيٌّ من هذا مقبولاً، لا باسم استثناء، ولا بذريعة ماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، ولا بوهج قوة أو فائضها، ولا برد فعلٍ من جماعة أخرى أو منطقة أخرى، على واقع غير سليم.
وتأتي المبادرة الرئاسية عشية زيارة البابا لاون الرابع العشر إلى لبنان بدءاً من السبت المقبل كما يزور وزير الخارجية المصري بدرعبد العاطي بيروت الاربعاء المقبل على رأس وفد من ضمن تفعيل المبادرة المصرية لإنهاء خروقات قرار وقف اطلاق النار في الجنوب، وترتيب مسار حصرية السلاح بيد الدولة.
عون في ثكنة بنوا بركات
وفيما جرت امس، مراسم تكريم رجالات الاستقلال في بيروت والمناطق، زار رئيس الجمهورية جوزف عون ومعه قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، في زيارة رمزية لها دلالاتها السياسية وتحمل رسالة الى من يقف وراء الحملة القائمة ضد الرئيس وضد الجيش والاستخفاف بما انجزه في الجنوب وكل لبنان. واطّلع عون من قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نقولا تابت والضباط على الوضع الامني في المنطقة.
بعد ذلك، انتقل وقائد الجيش إلى قاعة العمليات حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، «والتي تؤكد مرة اخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه». وقال:نجدد اليوم امام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الاهلي.
ثم قدم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضا مفصلا معززا بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لاسيما لجهة ازالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمن العرض معلومات حول ما انجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفية والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيِّرها الجيش للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.
واطّلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تُظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الاسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدم العميد الركن تابت ملخّصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم» والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها.
وتحدث الرئيس عون إلى الضباط وقال: اتيت اليوم إلى الجنوب في ذكرى الاستقلال، لأؤكد أن هذه المنطقة الغالية هي في قلوبنا دائما، وأن الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين، ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال، وهو يقدم وفاءً لهذه المبادىء الشهيد تلو الاخر غير آبه بما يتعرض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض. ونوه الرئيس عون بالدور المميز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموما وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصا، محيياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية والذين بلغ عددهم ١٢ شهيدا.
وفي أمر اليوم الذي وجَّهه الى العسكريين، قال قائد الجيش: إن وطننا يشهد اليوم مرحلة مصيرية هي من الأصعب في تاريخه، وسط الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، واستمرار الاعتداءات والانتهاكات التي تؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى، وتمنع استكمال انتشار الجيش، وتتسبب بدمارٍ في الممتلكات والمنشآت. لقد بذل الجيش جهودًا جبارةً منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيِّز التنفيذ، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات الناتجة عن الأزمة، لتطبيق خطته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها تنفيذًا لقرار الحكومة اللبنانية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته كافة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.
اضاف: هذه الجهود تستلزم مواكبة حثيثة من مؤسسات الدولة، ضمن إطار جهدٍ وطني شامل، وتوفير الإمكانات، وتحسين أوضاع العسكريين، وتهيئة الظروف الضرورية لاستعادة الاستقرار.إنَّ القيادة مُدرِكَة تمامًا للأوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطة الجيش، التي تسير وفق البرنامج المحدَّد لها، وهذه الظروف تستلزم أعلى درجات الحكمة والتأنّي، والحزم والاحتراف، بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الأهلي، بعيدًا عن أي حسابات أخرى.
وخاطب العسكريين قائلاً: ثابروا على القيام بواجبكم غير عابئين بحملات التشكيك والافتراء والشائعات، واعلموا أنكم دومًا إلى جانب الحق.
زيارة قريبة لهيكل إلى واشنطن
وفي سياق العلاقة مع الولايات المتحدة قالت مصادر قريبة من بعبدا لـ «اللواء» أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالسفير الاميركي الجديد كان جيداً وودياً ولم يتخالله أي مواقف متشنجة، بحيث أظهر عيسى تقديره واحترامه لعون والجيش اللبناني وقيادته. أكثر من ذلك، أكد عيسى أنه سيكون هناك زيارة لقائد الجيش لاميركا، وأنه كممثل لبلاده يستطيع التأكيد على استمرار دعمها للجيش ووقوفها الى جانب السلطة اللبنانية في لبنان.
وحسب مصادر أخرى، أكدت معلومات لـ «اللواء» أن هناك زيارة قريبة لهيكل لواشنطن.
سلام: مسؤولية الدولة والمواطن
وشارك الرئيس نواف سلام في مؤتمر حول المواطنة المسؤولة، أقيم في قصر اليونيسكو، حيث شدد على أن العلاقة بين الدولة والمواطن تقوم على مسؤولية مشتركة، قائلاً: «بين مسؤولية الدولة ومسؤولية المواطن تتأسس علاقة تقوم على شراكة صادقة تعيد وصل ما انقطع من ثقة».
وأضاف سلام: لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت والفرص، وقد أضعنا الكثير منها، بدءًا من اتفاق الطائف، وعدم نشر الجيش في الجنوب عام 2000، وصولاً إلى إدارة شؤوننا السياسية بعد الوصاية السورية.
وتابع: الدولة لا تُدار بالخوف بل بالثقة. لقد أضاع وطننا فرصاً كثيرة، لكن ما زال فيه من عناصر القوة للنهوض من جديد.
وشدد على أن مستقبل أفضل للبنان يقوم على ثقافة سياسية جديدة، «تقوم على نبذ العنف وتقبل الآخر»..
اضاف: ومن موقع المسؤولية أقول بصراحة: الدولة في لبنان، عبر سنوات طويلة، لم تكن على مستوى هذه المسؤولية. تأخّرت في حماية مواطنيها، تردّدت في تطبيق الدستور، تراجعت أمام الضغوط الخارجية، وسمحت بأن تنمو اللامساواة وأن يُترك المواطن ليواجه وحده انهيار العملة الوطنية، وتردّي الخدمات العامة.
الانتخابات وخطوة برِّي باتجاه التعديلات
دخلت الانتخابات النيابية مرحلة جديدة بعدما انتهت مهلة تسجيل اللبنانيين غير المقيمين للاقتراع في انتخابات ايار 2026، وأقفلن على 152 الفاً حسبما أعلنت وزارتا الداخلية والخارجية في بيان مشترك، بفارق نحو مئة الف مقارنة بالمسجلين لانتخابات 2022، الذين بلغ عددهم نحو 244 الفاً لم يقترع من بينهم اكثر من 84 الفاً. بمنظار ما ستقرره رئاسة المجلس النيابي بخصوص اقتراحات النواب حول قوانين الانتخاب ومشروع قانون الحكومة الذي أحاله رئيس الجمهورية الى المجلس.
وقد تسلّمت وزارة الداخلية والبلديات منها حتى يوم امس 100,766 طلباً من طلبات تسجيل المغتربين، يجري حاليًا العمل على تدقيقها ومطابقتها مع قوائم الناخبين. كما تعلن الوزارتان أنه وبعد الانتهاء من التدقيق بلوائح المسجلين من قبل المديرية العامة للأحوال الشخصية، ستصدر وزارة الداخلية والبلديات القوائم الإنتخابية الأولية ليصار الى تعميمها بواسطة البعثات في الخارج على المغتربين للتأكد من صحة القيود والبيانات.
وحسب وزارة الخارجية توزع الناخبون المسجلون على المنصّة على القارات كالأتي:
-اميركا الشمالية: 34969 الفاً.
– اميركا اللاتينية: 3288 ناخباً.
– اوروبا: 56133 ناخباً.
آسيا:30147 ناخباً.
– افريقيا: 15157ناخباً:
-اوستراليا: 11591 ناخباً.
وقال وزير الداخلية احمد الحجار امام الجالية اللبنانية في فرنسا في احتفال لمناسبة عيد الاستقلال: يبقى صوتكم في الانتخاباتِ القادمةِ في أيّار من العامِ القادم 2026، أَصَدَحَ هذا الصوت منْ هنا أم من لبنان، صوتا فاعلا حاسما قادرا على قلبِ المعادلات وتغيير الموازين، داعيا اللبنانيين في الخارج إلى المشاركة بكثافة مهما كانَ شكلُ القانونِ الانتخابيِّ ومهما كانَتْ أشكالُ التحالفات، كونوا على يقينٍ بأنَّ لصوتكم وقعا ولمشاركتكم أثرا. ونعمل بكل ما أوتينا منْ قوة وعزيمة لنوفر لكم ممارسة حقكم الانتخابي بكل سلاسة وسهولة.
وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» أن خطوة الرئيس بري في ما خص مشروع قانون الحكومة له تأثير على مجرى التطورات المقبلة.
شهيد بغارة في فرون
عدوانياً، استهدفت مسيَّرة معادية بغارة قرابة السابعة مساء امس، سيارة عند مدخل بلدة فرون في جنوب لبنان، مما ادى الى استشهاد سائق يدعى احمد محمد رمضان.
واستهدف جيش الاحتلال الاسرائيلي المنطقة الواقعة بين مدينة ميس الجبل وبلدة حولا بقذيفة مدفعية.كما سُجّل قرابة الثامنة والربع صباح أمس، سقوط 3 قذائف مدفعية اسرائيلية على حرج بلدة يارون في قضاء بنت جبيل.
وحسب احصاءات وزارة الصحة بُعيد التوقيع على اتفاقية وقف الأعمال العدائية ولغاية العشرين من تشرين الثاني الحالي ضمناً، وذلك وفق التالي: فإن عدد الشهداء بلغ 331 وعدد الجرحى بلغ 945 شخصاً.
البناء: بوتين يقبل الخطة الأميركية وزيلينسكي يرفض بدعم أوروبا ومهلة ترامب للخميس
كتبت صحيفة "البناء" تقول:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموافقة الروسية على الخطة الأميركية لوقف الحرب في أوكرانيا التي تضمن لروسيا ضمّ شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وتعديل الدستور الأوكراني لتأكيد الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، كما تضمن نزع الأسلحة الأوكرانية التي تمثل تهديداً لروسيا، إضافة لما تضمنه لروسيا من رفع للعقوبات والعودة إلى مجموعة الثمانية الكبار، والخطة التي جاءت لمنع انهيار وشيك لأوكرانيا كما يقول الأميركيون تتضمّن تعهداً أميركياً بوقف بيع السلاح لأوكرانيا بتمويل أوروبيّ ووقف التعاون الاستخباريّ مع أوكرانيا إذا رفضت الخطة، وبعدما أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بدعم من أوروبا رفض الخطة، تشاور عدد من قادة أوروبا مع البيت الأبيض، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يمهل أوكرانيا حتى الخميس لقبول الخطة.
لبنانياً كانت الزيارة المشتركة لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى منطقة الجنوب عشية عيد الاستقلال موضع ترحيب اللبنانيّين عموماً، والجنوبيين خصوصاً، وبينما أكد الرئيس عون مواقفه الداعية إلى تنفيذ “إسرائيل” التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن “جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم”، معلنًا أنّ “الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود”. وأضاف الرئيس عون: “بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون”.
في المسار الانتخابيّ، ومع نهاية مهلة تسجيل المقيمين خارج لبنان للمشاركة في الانتخابات في الاغتراب، أعلنت وزارة الخارجية أن عدد المسجلين 155 ألفاً وهو أقلّ بنسبة الثلث من عدد المسجلين في انتخابات 2022، فيما يتوقع أن ينخفض العدد إلى 125 ألفاً بعد التحقيق الذي تجريه وزارة الداخلية أي ما يعادل نصف عدد المسجلين في دورة 2022، وعلى مستوى وزارة الخارجية ردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على دعوة وجّهها له وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجّي لما أسماه بالتفاوض وفي بلد ثالث، قال عراقجي إنّه مستعدّ للحوار وعلى قاعدة عدم التدخل في شؤون الغير، موجهاً الدعوة لرجي إلى طهران أو توجيه دعوة لعراقجي لزيارة لبنان.
وأطلق رئيس الجمهورية جوزاف عون، سلسلة مواقف هامة في كلمة مصوّرة من جنوب لبنان بمناسبة عيد الاستقلال، وجّه خلالها جملة رسائل داخلية وخارجية من المتوقع أن تحرّك المياه الراكدة في «بركة التفاوض» مع الاحتلال الإسرائيلي. لا سيّما أنّ لبنان وفق ما تؤكد مصادر رسمية لـ»البناء» لم يتلقَ أيّ ردّ إسرائيلي على دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض، كما لم يأتِ أيّ اقتراح أو مبادرة أميركية رغم تسلّم السفير الأميركي الجديد مهامه الدبلوماسية في لبنان ميشال عيسى. ووفق المصادر، فإنّ مرجعيات رئاسية تعوّل على اجتماع مرتقب للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الثالث من الشهر المقبل تحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما لم تحدّد دوائر المقار الثلاثة بعبدا وعين التينة والسرايا أي موعدٍ للمبعوث توم برّاك.
وعلمت «البناء» أنّ الجهود الدبلوماسيّة التي يبذلها رئيس الجمهورية ومستشاروه مستمرة مع السفير عيسى ومسؤولين أميركيين عسكريين ودبلوماسيين فاعلين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، لاحتواء الأزمة الناشئة بين واشنطن وقيادة الجيش ولشرح موقف القائد وتفاصيل الواقع اللبناني ودقته وحساسيته، وضرورة تفادي أيّ خطوة أو دعسة ناقصة تؤدي إلى توتر سياسي وأمني داخلي.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة رئيس الجمهورية وقائد الجيش وضباط رفيعي المستوى إلى الجنوب وإلقاء كلمة الرئيس من مسافة قريبة للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، والمواقف التي تضمّنتها، تحمل دلالات هامة وتعكس رؤية وطنية صافية لدى الرئيس والقائد، ونثرت فائضاً من المعنويات لأهل الجنوب الصامدين في قراهم، رغم ضراوة العدوان، ووجّهت رسالة للعدو بأنّ الجنوب ليس متروكاً لأنياب الاحتلال وأنّ لبنان لن يتنازل عن حقوقه السياديّة ولن يخضع أو يرضخ للابتزاز الناري والجرائم المستمرّة ضد الجنوبيين، ورسالة للأميركيين بأنّ الدولة حاضرة في عمق الجنوب والجيش منتشر في مفاصله ومناطقه. وأشارت الأوساط إلى أهمية التناغم بين العمادين عون وهيكل في رسم مسار التصدي والمواجهة مع العدوان الإسرائيلي وأطماعه، وفي الوقت نفسه تعزيز دور الدولة وسلطتها على كامل أراضيه وحصر السلاح بيده ضمن استراتيجية أمن وطني بما فيها تسليح الجيش تشكّل ضمانة وصمام أمان للجنوبيّين وكل اللبنانيين، وفق ما جاء في خطاب القَسَم.
وشدّد الرئيس عون على أنّ «هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً، فنحن نمرّ بمرحلة مصيريّة شبيهة بمرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط زلزال من التطورات وانقلاب موازين القوى من حولنا يشبه ما رافق نشأة لبنان دولةً مستقلة».
ولفت إلى «أننا نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأنّ الظروف تبدّلت، وأنّ لبنان تعب من اللادولة، وأنّ اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأنّ العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظلّ انعدام الدولة. والمسألة هنا لا تعني فقط حصر السلاح وقرار السلم والحرب، وهذا ضروريّ جداً وحتميّ فعلاً، بل المطلوب أكثر، هو حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، لنعيد بعدها ثقافة الدولة، نهج حياة وسلوك في كل تفصيل من حياتنا وعلى كل شبر من أرضنا».
وشدّد على أنّه «لا، ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرّف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت. فهؤلاء لبنانيّون، هم أهلنا أبناء الأرض، هم باقون معنا ونحن باقون معهم، لا نقبل لهم سوى ذلك، ولا هم يقبلون. هؤلاء ضحوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات. والآن علينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين، إلى حضن الوطن، وتحت سقف الدولة الحصريّ الذي لا سقف سواه، بلا اجتهادات ولا استثناءات».
وأضاف: «حاضرون وجاهزون بلا أيّ عقد، وفق قاعدة واضحة: فمسار الشأن اللبنانيّ، من بيروت حتى حدودنا الدوليّة، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً إسرائيلياً من كلّ متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائيّة، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً. أما أيّ خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤشرات مشجّعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلّف عنه لبنان خطوة واحدة».
وأكد عون جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانيّة لأن تتقدّم من اللجنة الخماسيّة فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم». كما أكّد الرئيس عون على «استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط».
وأشار إلى «تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية»، معلناً أنّ «الدولة اللبنانيّة جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود».
وأضاف الرئيس عون: «بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دوليّة لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كلّ سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كلّ العالم، برسم كلّ صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون».
وكان رئيس الجمهورية قام بزيارة تفقديّة لقيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور عشية عيد الاستقلال، وكان في استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل وقائد القطاع العميد الركن نقولا تابت وكبار الضباط، في رسالة دعم للجيش.
حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، «والتي تؤكد مرة أخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه». وقال: «نجدّد اليوم أمام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الأهلي».
ثم قدّم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضاً مفصلاً معززاً بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لا سيما لجهة إزالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمّن العرض معلومات حول ما أنجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفيّة والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيّرها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
واطلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الإسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدّم العميد الركن تابت ملخصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم» والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها .
في غضون ذلك وعشية إحياء لبنان الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال، واصل الاحتلال صبّ جام غضبه ونار حقده على لبنان، وقد أغارت طائرة مُسيّرة مستهدفة سيارة مدنية على طريق عام فرون في الجنوب، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بارتقاء شهيد جراء الغارة.
ويأتي هذا الاعتداء في ظلّ اختراق طائرات العدو المُسيّرة للأجواء اللبنانية دون صوت، فوق القطاعين الغربي والأوسط جنوباً، وصولاً إلى شمال مدينة صور وجوارها.
في المواقف، دعا حزب الله في بيان إلى «ترسيخ الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون بين جميع اللبنانيين، بِكل أطيافهم وقواهم السياسيّة، لأنها الركائز الأساسية في مواجهة العدوان الإسرائيلي والحفاظ على استقلال لبنان وصون كرامته».
وشدّد على «رفض أيّ شكل من أشكال التبعية والإملاءات الخارجية، إذ أنّ استقلال لبنان لا يتأتّى إلا برفضه ومواجهته لأيّ مشروع خارجي، وتحصين سيادته وقراراته من أي تأثيرات لا تخدم مصالح لبنان وشعبه.
ـ الدفاع عن حقوق لبنان على كامل أراضيه، وفي مياهه وثرواته الطبيعية، والتأكيد على حقه الطبيعي والمشروع في الدفاع والمقاومة ردّاً على أي عدوان.
ـ التمسك بعناصر قوة لبنان وعدم التفريط بها، للحفاظ على حقوقه الوطنية، ولتكون منطلقاً لإسقاط كل المشاريع والمخططات التي تُحاك ضد لبنان والمنطقة».
وشدّد على ضرورة «القيام بكلّ الجهود الممكنة والفورية لإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، ودفع الدول الضامنة للضغط عليه لوقف اعتداءاته التي تتمادى باستهداف المدنيّين لتطال المدارس وطلابها وموظفي البلديات والبيوت والأرزاق والمصالح الاقتصاديّة، والعمل بكل الوسائل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودحره عن الجنوب ومنعه من التمدّد وتهديد أمن وسيادة لبنان.
ـ اتخاذ خطوات عملية لإعادة الإعمار وتأمين كل مستلزمات الصمود والبقاء للجنوبيين، الذين يروون أرض الوطن يومياً بدمائهم الزكية».
بدوره، ردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على تصريحات وزير الخارجية اللبناني جو رجي، وقال عراقجي في تصريح: «صديقي العزيز وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي دعاني في مقابلة إلى إجراء التفاوض». وقال: «نحن لا نتدخّل في الشؤون الداخليّة للبنان؛ لكنّنا نرحّب بأيّ حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائيّة بين إيران ولبنان، ولا حاجة لبلدٍ ثالث».
ودعا وزير الخارجية الإيراني رجي إلى زيارة طهران، و»أنا مستعدّ أيضاً لزيارة بيروت بكلّ سرور إذا تلقيت دعوة رسميّة لذلك».
ويأتي ذلك، بعد دعوة رجي في مقابلة تلفزيونية وزير خارجية إيران للقاء من أجل التفاوض على أرض محايدة.


