تجمع العلماء المسلمين: تفتيش الجيش اللبناني للمنازل بأمر من "الميكانيزم" مرفوض ويمس السيادة
اعتبر "تجمع العلماء المسلمين"، في بيان، أن "من أكبر الأخطار التي تواجه أمتنا خصوصاً في منطقة غرب آسيا، والتي تنعكس على مستوى العالم ككل، هو الفتنة بين الإثنيات المختلفة، سواء أكانت فتنة طائفية أو مذهبية أو قومية أو عرقية، فإن عدو الأمة والإنسانية يسعى من أجل إكمال سيطرته على العالم كي يوقع الخلاف الدامي والاقتتال المستمر بين الإثنيات المختلفة، في حين أن الحل الأمثل لهذه الخلافات والاختلافات هو الحوار المبني على الوصول إلى كلمة سواء، وترك العصبيات بين الفئات المختلفة لصالح الإنسانية جمعاء".
أضاف: "إن الولايات المتحدة الأميركية وبمساعدةٍ من بريطانيا، وبالاعتماد على الكيان المؤقت للعدو الصهيوني، تعمل في هذه الأثناء على تفجير هذه الاختلافات وتعميقها وتحويلها إلى حروب إبادة بين بعضها البعض، ما يسهل عليها التدخل للسيطرة على البلدان ونهب ثرواتها تحت حجة مساندتها في دعم الإرهاب الذي هو في الأصل من صنيعتها. وما قامت به الولايات المتحدة الأميركية في نيجيريا من قصف تحت حجة القضاء على داعش، هو في حقيقته تدخّل يستهدف السيطرة على الشؤون الداخلية والإمساك بزمام السلطة في هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية من النفط والمعادن، وهذا الأمر نشهده في أكثر بلدان العالم، فبالأمس تدخلت الولايات المتحدة الأميركية في العراق تحت حجةٍ ثَبُت بطلانها وزورها، وهي امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ما أدى إلى غزوه والسيطرة على موارده الطبيعية وسرقتها دونما وازع من دين أو أخلاق".
وتابع: "واليوم يعمل العدو على تقسيم سوريا إثنيات مختلفة، تحت حجة التخلص من نظام اتُّهم بأنه يمتلك أسلحة بيولوجية ويمارس سلطة ظالمة، تم إسقاط السلطة هناك، ولكن الذي حصل هو أنه لم تقم قائمة لوطن واحد قوي بل مناطق تأخذ طابعاً قومياً أو طائفياً أو مذهبياً، يعمل كل منها للانشقاق عن الوطن الأم، وساهم العدو الصهيوني بالقضاء على القدرة العسكرية للدولة السورية كي تتحول هذه القدرة إلى مجرد أسلحة لا قيمة لها، صالحة للاقتتال الداخلي، ولا تنفع في مواجهة العدو الصهيوني الذي يسرح ويمرح على كامل التراب السوري، وفي الوقت الذي تسعى فيه سلطة الأمر الواقع للتصالح مع العدو الصهيوني، يدير هو ظهره لها لا لعدم الثقة بها، فهي في الأصل صنيعته، بل لعدم ثقته بوطنية الشعب السوري الذي سيتحول لاحقاً إلى مقاومة بدأت بعض مؤشراتها تظهر كما حصل في بيت جن وغيرها من مناطق سورية".
واستنكر التجمع "التفجير الانتحاري الإرهابي الذي حصل في مسجد الإمام علي في حمص، ما أدى لارتقاء ثمانية شهداء وإصابة 18 أخرين أثناء قيامهم بأداء صلاة الجمعة"، معتبرا ما حصل "في سياق الحرب التي يُعمل على إشعالها بين الطوائف والمذاهب في سوريا، ونحن ندعو العلماء والمخلصين للوقوف بوجهها والدعوة للوحدة والحوار كسبيل للنجاة".
وشجب "استمرار العدوان على لبنان من خلال القصف المركز في مناطق مختلفة، منها سلسلة الغارات التي حصلت في منطقة بصليا، إضافة إلى شن العدو الصهيوني سلسلة غارات على أطراف منطقة الهرمل، وقيام الطيران المسير المعادي باستهداف مزرعة في أطراف شبعا"، معتبرا ذلك "انتهاكاً إضافياً لاتفاقية وقف إطلاق النار".
واعتبر أن "قيام الجيش اللبناني وتنفيذاً لأوامر لجنة الميكانيزم بتفتيش ثلاثة بيوت في قرى بيت ياحون وبيت ليف وكونين هو أمر مرفوض ويمس السيادة الوطنية، ويؤكد أن الدولة لم تتخذ بعد قرارها بالضغط لإلزام العدو الصهيوني بتنفيذ المطلوب منه بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من الأراضي التي يحتلها، ووقف العدوان وإعادة الأسرى".
وتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية "لأبطال المقاومة الإسلامية في فلسطين على العملية البطولية التي نفذوها في ثلاثة مواقع مختلفة بين العفولة وبيت شان، والتي نتج عنها قتيلان و6 إصابات جراء عمليات دهس وطعن"، مستنكرا "مهاجمة قطعان المستوطنين لأطراف قرية فرخة جنوب سلفيت وتعريض حياة المواطنين هناك للخطر".


