السبعلي في حفل عشاء ريعي لمؤسسة سعاده: الثقافة مشروع نهضوي من الفكر إلى الفعل

ديسمبر 15, 2025 - 23:46
 0
السبعلي في حفل عشاء ريعي لمؤسسة سعاده: الثقافة مشروع نهضوي من الفكر إلى الفعل

 نظّمت "مؤسسة سعاده للثقافة"، حفل عشاءٍ ريعي في فندق فينيسيا – بيروت، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، والأمينة اليسار سعاده، ومشاركة "الجامعة الثقافية اللبنانية العالمية" بكامل هيئتها، إلى جانب حضور فعاليات سياسية وحزبية وثقافية، وشخصيات أكاديمية وإعلامية واجتماعية، وحشدٍ من أصدقاء المؤسسة وداعميها.

قدّمت للحفل ريان الينطاني، التي وضعت الأمسية في سياقها الثقافي والوطني، مؤكدة  أن "هذا اللقاء ليس مناسبة اجتماعية عابرة، بل محطة مساءلة للواقع، وللدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة في زمن الأزمات والانهيارات".
وشدّدت على أن "مؤسسة سعاده للثقافة اختارت منذ تأسيسها العمل الهادئ المتراكم، لا الخطاب المناسباتي"، معتبرة أن "الثقافة ليست ترفًا فكريًا، بل مسؤولية أخلاقية ومعرفية، ومجال فعل وبناء".

وشكّل عرض فيديو «ماذا لو كان بيننا» إحدى المحطات المفصلية في الأمسية، حيث قدّم مقاربة بصرية – فكرية لفكر الزعيم أنطون سعاده، منطلقًا من سؤالٍ مفتوح عن حضوره في زمن التحوّلات.
غير أنّ خاتمة الفيديو لم تترك السؤال معلّقًا، بل جاءت لتؤكّد أن سعاده ليس افتراضًا ولا حنينًا، بل حضورًا حيًّا؛ فهو بيننا في العقل الذي يرفض التبعية، وفي الوعي الذي يحاكم الواقع، وفي الضمير الذي يربط الحق بالفعل، وفي الثقافة التي تتحوّل إلى مسؤولية لا إلى خطاب...

بعد ذلك، عُرض "فيديو توثيقي" عن إنجازات مؤسسة سعاده للثقافة خلال العام المنصرم، استعرض أبرز النشاطات الثقافية والفكرية والتربوية والفنية التي نظّمتها المؤسسة في لبنان والاغتراب، إضافة إلى المبادرات البحثية، واللقاءات الحوارية، والمشاريع الشبابية والإعلامية.
وقد عكس العرض رؤية المؤسسة للثقافة بوصفها بنية استراتيجية للنهوض، لا مجرد سلسلة أنشطة، ورسالة مستمرة تربط الفكر بالإنتاج، والمعرفة بالفعل.

وفي كلمةٍ ألقاها رئيس "مؤسسة سعاده للثقافة"، الدكتور ميلاد السبعلي، شدّد على أن المؤسسة هي مؤسسة فكرية وثقافية وبحثية مستقلة، لا تشكّل بديلًا عن أي إطار حزبي، ولا تدخل في منطق المنافسة أو الانقسام، بل تسعى إلى أن تكون مساحة جامعة ورافعة فكرية نهضوية، منفتحة على التعاون والوحدة في سبيل نهضة المجتمع.

وأكد أن ما يمرّ به لبنان والمنطقة يتجاوز البعد السياسي، ليطاول عمق الرؤية والثقافة والهوية، معتبرًا أن أي مسار للخروج من التفكك يبدأ بمعالجة فكرية – ثقافية جذرية.
وأشار إلى أن فكر أنطون سعاده يُقدَّم اليوم بوصفه مشروعًا حضاريًا متكاملًا، يؤسّس لرؤية استراتيجية طويلة المدى، قوامها بناء إنسان جديد يمتلك عقلية أخلاقية ومعرفة علمية وقدرة على الفعل.

وتوقّف السبعلي عند دور الشباب، موضحًا أن "هدف المؤسسة ليس استبدال أدوار المؤسسات القائمة، بل التكامل معها، عبر برامج ثقافية حديثة تشمل الأندية الفنية، وورش الإعلام الرقمي، والتفكير النقدي، والتدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي، وربط القيم بالواقع المعاصر".
كما وشدّد على أن "الذكاء الاصطناعي بات ساحة معركة فكرية وثقافية بقدر ما هو تقنية، وأن التحدي يكمن في إنتاج محتوى وأدوات تعبّر عن ثقافتنا وهويتنا، لا الاكتفاء باستهلاك نماذج جاهزة".

وأولى رئيس المؤسسة حيّزًا خاصًا لدور الاغتراب اللبناني، معتبرًا أن "المغتربين لم يعودوا مجرد ذاكرة وطنية، بل قوة إنتاج حضاري ونهضوي"، مشيرًا إلى "التعاون القائم مع الجامعة الثقافية اللبنانية العالمية، والسعي إلى بناء شبكات ثقافية وتنموية عابرة للحدود، تربط الهوية بالفعل والإنتاج".

وفي سياق كلمته، عرض السبعلي حزمة المشاريع التي تعمل المؤسسة على إطلاقها وتطويرها خلال المرحلة المقبلة، واضعًا إياها في إطار تحويل الفكر إلى برامج عمل قابلة للتنفيذ... وأكد أن هذه المشاريع تشكّل مسارات عمل مفتوحة للشراكة، وأن النهضة لا تُبنى بالخطاب وحده، بل بتكامل القناعة والدعم والعمل.

وفي ختام الفقرات الرسمية، نُظّمت فقرة تومبولا ثقافية حملت بعدًا رمزيًا ومعرفيًا ينسجم مع رسالة مؤسسة سعاده للثقافة، حيث خُصّص ريعها لدعم برامجها الثقافية والتربوية المقبلة. وتمثّلت الجائزة الأولى بمجموعة الآعمال الكاملة للزعيم أنطون سعاده، بوصفها مرجعًا فكريًا وثقافيًا متكاملًا، فيما توزّعت الجوائز الأخرى على إصدارات ثقافية وفنية، ما أضفى على الفقرة طابعًا تفاعليًا راقيًا، وجعلها امتدادًا طبيعيًا لروح الأمسية ومضمونها.

واختُتم الحفل في أجواء من الحوار والتلاقي بين الحاضرين، حيث شكّلت الأمسية مساحة للتعارف وتبادل الأفكار، وتجديد الالتزام بدعم الثقافة بوصفها ركيزة للوعي وبناء المستقبل، والتأكيد على أن النهضة تبدأ بالفكر، لكنها لا تكتمل إلا بالفعل.