ترامب يسخر من زيلينسكي.. "رجل سيرك"
خلال الأيام الماضية، ظهر بوضوح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحمل قدراً كبيراً من الاستياء تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. فقد انتقل من اتهامه بعدم قراءة المقترح الأميركي للسلام إلى تشبيهه برجل العروض الأميركي الشهير بي. تي. بارنوم، ما يعكس خيبة أمله بالموقف الأوكراني من مسار التسوية.
وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" أمس الثلاثاء، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "بائع ماهر"، مشيراً إلى أنه استطاع إقناع الرئيس جو بايدن بدعمه بمبلغ 350 مليار دولار، رغم أن نحو 25% من سكان أوكرانيا باتوا مفقودين تحت وطأة الحرب. ورأى ترامب أن روسيا تتقدّم ميدانياً وتتمتع بتفوّق جغرافي وعسكري، داعياً كييف إلى قبول تسوية تجنّبها المزيد من الخسائر.
كما دعا ترامب زيلينسكي إلى إجراء انتخابات عامة، مستنداً إلى انتهاء ولايته الدستورية في أيار 2024، وهو موقف يتقاطع مع رواية موسكو التي تشكك في شرعية الرئيس الأوكراني الحالية.
غير أن السبب الأساسي لهذا التصعيد يعود إلى رفض زيلينسكي التنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية لروسيا، خصوصاً منطقة دونباس، وهو بند رئيسي تضمّنه المقترح الأميركي للسلام. فقد حاول موفدو ترامب دفع كييف نحو التخلي عن هذه المنطقة التي تسيطر القوات الروسية على معظمها، لكن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين تمسكوا برفضهم لأي تنازل إقليمي.
وكان المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون قد أنهوا السبت الماضي ثلاثة أيام من المحادثات الهادفة إلى تضييق الهوة بين الطرفين، إلا أن ملف دونباس بقي العقبة الأكبر أمام التوصل لاتفاق.
وبحسب ما قاله زيلينسكي للصحافيين عبر واتساب أمس الثلاثاء، فإن النقاش يجري حالياً مع واشنطن والدول الأوروبية حول ثلاث وثائق: وثيقة إطار عمل من 20 نقطة يجري تعديلها باستمرار، ووثيقة الضمانات الأمنية، ووثيقة إعادة إعمار أوكرانيا.
وأضاف أن النسخة المحدثة من المقترح الأوكراني ستسلَّم للولايات المتحدة اليوم الأربعاء. ومن جهتهم، انتقد قادة أوروبيون في وقت سابق بعض ما جاء في المسودة الأميركية الأولية، معتبرين أنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.


