من "أطلال" المعلّقات إلى أطلال الجنوب… رندا ميرزا وجائزة "Camera Clara"
تستعيد رندا ميرزا كلمة "أطلال" بكل ما تحمله من رموز وجدانية في الشعر العربي القديم، من الوقوف على الركام إلى استحضار الشوق والحنين، لتجعل منها عدسة معاصرة تقرأ جراح الجنوب اللبناني.
بهذا العنوان المُحمّل بتاريخ طويل من البكاء على ما اندثر، قدّمت المصوّرة اللبنانية رؤيتها الخاصة للقرى المدمّرة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية بين آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر 2024، فحصدت جائزة Camera Clara للتصوير الفوتوغرافي في باريس لهذا العام.
الجائزة المرموقة جاءت تتويجًا لسلسلة صور اعتمدت فيها ميرزا على دقّة استثنائية في التقاط التفاصيل، وعلى حساسية عالية في موازنة الضوء والظلّ، لتخلق مشاهد يتقاطع فيها الخراب مع الشعر، والواقع القاسي مع روح المقاومة. وبحسب المؤسسة المانحة، فإن أعمالها تحوّل الصورة الفوتوغرافية إلى “لغة إدانة” تُواجه عنف الحرب، وتعيد الاعتبار للمكان الذي حاولت القذائف إسقاط صوته.
وتواصل ميرزا عبر هذا العمل تأكيد حضورها البارز في المشهد الفوتوغرافي العربي والدولي. فمنذ بداياتها وهي تبني سرديتها البصرية الخاصة، تُعرّي من خلالها تاريخ لبنان وحاضره، كما فعلت في سلسلة "بيروتوبيا" التي عرضتها عام 2024 ضمن مهرجان "لقاءات أرل" في فرنسا، حيث تناولت تحوّلات العاصمة وتهديد تراثها وهويتها المعمارية.
الصور الفائزة ستُعرض في المكتبة الوطنية في باريس الشهر المقبل، ضمن برنامج “عام من جوائز فن التصوير الفوتوغرافي في المكتبة الوطنية”، على أن يستمر المعرض حتى نهاية مارس/آذار 2026.
هكذا تعود “الأطلال” مرة أخرى لتروي حكاية جديدة، لا عن عشق قديم هذه المرة، بل عن أرض لا تزال تصرّ على الحياة رغم كل ما سقط فوقها.
