الشيخ عبدالله في ذكرى رحيل جبري: كان يعرف كيف يدافع عن المقاومة
شارك رئيس الهيئة الإدارية في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ الدكتور حسان عبد الله في الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية مجتبى أماني والمستشار الثقافي محمد رضا مرتضوي ورئيس جامعة المصطفى الشيخ مهدوي مهر، وألقى كلمة قال فيها: "دائما في الذكرى السنوية لسماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، نستذكر بعضا من جهاده، ونحاول أن نلقي الضوء على بعض المحطات التي كان له فيها مواقف تشهد وهي كثيرة، لو أردنا أن نستعرضها لما كفى الوقت".
اضاف: "أريد أن أعطي بعض الميزات التي يتميز بها سماحة الشيخ والتي يجب علينا نحن العلماء أن نتميز بها، لا يكون عالما من لا تتواجد فيه هذه الميزات، ولا يؤدي الدور المطلوب منه، فالعلماء ورثة الأنبياء ولا يكون العالم كذلك إن لم يتحل بهذه الصفات، من أهم الصفات التي كان يتحلى بها سماحة الشيخ عبد الناصر الوعي، فلا يمكن أن تكون عالما وأن تكون إمعة، وأن تكون عالما وأنت يسوقك الجمهور، وبدلا من أن تكون قائدا تكون مقودا، أو أن تغيرك العصبيات فتتجه نحو الباطل لترى شرار قومك خيرا من خيار قوم آخرين، وهذه هي العصبية، أن تكون إنسانا لا يدرك الخلفيات التي ينطلق منها المستعمر والمستكبر والعدو في محاولة جرفنا وحرفنا عن هدفنا الأساسي".
وتابع: "الشيخ عبد الناصر كان يتميز بصفة الوعي، كان يعرف خلفيات الأمور، كان يدرك حتى في الوقت الذي يحاول فيه عدونا أن يحرفنا عن مسيرنا، كان يقول دائما القبلة هي القدس، قبلة جهادنا وقبلتنا الأولى، فلسطين هي الأساس، منذ بداية عمله إلى تاريخ وفاته، أنا تشرفت بأن أكون معه لأكثر من خمس وثلاثين عاما بالعمل، ليست معرفة شخصية بالمناسبات الاجتماعية، يوميا كان هناك لقاء أو هناك اتصال: "ماذا نريد أن نفعل؟"، هو كان يبادر في الأزمات ليقول أنا جاهز، الكلية تحت أمركم، مركز حركة الأمة تحت أمركم، كل إمكانياتي بخدمة المقاومة، لأنه كان يعرف أنه في الأزمات عندما يشتد الحصار على المقاومة ويحاول البعض أن يجعلها في بوتقة مذهبية أو في بوتقة إقليمية، أو محاولة أن يصور أن هذه المقاومة تسعى لمكتسبات سياسية صغيرة، لا أنها تنطلق من مبادئ ومن عقيدة ومن أهداف إسلامية واعية، كان يعرف كيف يدافع عن المقاومة".
واردف: "المسألة الثانية هي العلم، للأسف هناك كثير ممن يعتمرون العمامة وأنا أتحدث عن صنفنا، يعني ليس معيبا أن نتحدث عن أخطائنا، لا يستمر الإنسان، نحن المشايخ طلبة علوم إلى أن نموت، وإياكم في يوم من الأيام أن تشعروا أنكم علماء، أنتم طلبة والعلم تطلبونه في كل لحظة من لحظات حياتكم، كل يوم تستفيدون شيئا آخر، كان يركز على القراءة، الثقافة، الاطلاع الواسع، المعرفة بما يحصل في عصرنا، معرفة سياسية، معرفة فكرية، معرفة بالمبادئ الضالة، معرفة بخلفيات الحرب الناعمة، كل هذه الأمور يجب أن يكون العالم مدركا لها وعارفا بها".


