أيّ تفاعل رسمي مع رسائل جعجع؟

مقال تحليلي يتناول رفع سمير جعجع سقف المواجهة السياسية مع رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، منتقداً التعامل الرسمي مع ملف السلاح غير الشرعي ومطالباً بإعلان سياسي واضح وحاسم لتنفيذ قرارات الدولة. هل تغيّر القوات اللبنانية مقاربتها للعهد الحالي في حال استمرار المماطلة؟

ديسمبر 9, 2025 - 15:34
 0
أيّ تفاعل رسمي مع رسائل جعجع؟

 كتبت لارا يزبك في "المركزية":

 رفع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عالياً سقف خطابه إزاء التعاطي الرسمي مع التحديات الراهنة، موجّهاً، بالمباشر وعبر الإعلام وبكلمات "صريحة"، لا عبر الوسطاء وبعبارات "منمّقة"، رسائل مفتوحة الى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، مصوّبا على مقاربتهما لملف السلاح غير الشرعي.

صحيح ان حزب القوات يتحدث منذ اسابيع بلغة حازمة في هذه القضية، منتقداً التباطؤ في تنفيذ البيان الوزاري واتفاق الطائف واتفاق 27 تشرين، لناحية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، غير ان مواقف جعجع الأحد، بحسب ما تقول مصادر سيادية  لـ"المركزية"، كانت الأقوى وأتت متقدّمة درجات، عن كل مواقفه السابقة، اذا جاز القول.

مما جاء في رسالة جعجع "إنّ التذرّع بحرب أهليّة "مزعومة" ليس في مكانه، إذ إنّنا لا نتحدّث عن خلاف بين حزبين أو بين مجموعتين مدنيّتين، بل نحن نتحدّث عن قرارات اتّخذتها الدولة؛ دولة شرعيّة كاملة المواصفات، وبكلّ وعي وإدراك". وتابع: فخامة الرئيس، دولة الرئيس، إنّ رمي كرة النار هذه في حضن الجيش وحده لا يجوز؛ فمع عمل الجيش، هناك عمل سياسيّ، تصميم سياسيّ واضح وحاسم تجاه كلّ من يرفض تنفيذ قرارات الحكومة في 5 و7 آب. فليس من المنطق بمكان الطلب من الجيش الاهتمام ببعض الفروع، بالوقت الذي تصدح فيه خطابات الأصول علناً ويومياً، برفضها لقرارات الدولة، وباستمرارها بإعادة تأهيل بنيتها العسكرية والأمنية، وتسايرونها على الرغم من كل ذلك بتمييع خطابكم السياسي، بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معها، وتلزموها أنتم بتبنّي خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة بشكل واضح وصريح. إنّ المطلوب في الأيّام الحسّاسة التي نعيشها إعلان سياسيّ واضح جدّا، وليس مجرّد كلمات؛ إعلان يتكرّر كلّ يوم، في العلن وفي الاجتماعات المغلقة، ومن ثم تتبعه خطوات سياسيّة وإداريّة واضحة لوضع هذه الأصول الفاجرة عند حدّها. فخامة الرئيس، دولة الرئيس، من الممكن للأيّام أن ترحم، لكنّ التاريخ لا يرحم أبدا؛ فلنساهم جميعا في صناعة هذا التاريخ قبل فوات الأوان، لنكون في صلب التاريخ بدلا من أن نكون عرضة لأحكامه".

جعجع اذا، تتابع المصادر، أبلغ عون وسلام ان المسايرة لن تنفع، وردّ على حجة "الحرب الاهلية"، بدحضها ونفيها، مطالباً بعبدا والسراي بإظهار جدية اكبر في تطبيق قرارات 5 و7 آب، ووصل الى حد تنبيههما من ان "التاريخ لا يرحم".

هذه المواقف تفرض اكثر من سؤال، وفق المصادر، خصوصاً انها تأتي من رئيس كتلة نيابية كانت الرافعة الاساسية في ايصال العهد والحكومة: هل سيأخذ عون وسلام رسائل جعجع على محمل الجدّ، خصوصاً أن يُمكن اعتبار القوات "عرّابة" العهد الحالي، وبالتالي هي لا تنتقد للتخريب بل لتصويب المسار وتحقيق مصلحة العهد واللبنانيين؟ وهل من مصلحة العهد والحكومة تجاهل نصائح القوات، ووضع فريق بوزنها وحجمها، في مواجهتها؟ ايضا، ماذا لو لم يكن الجواب الرسمي على هذه الرسالة ايجابياً واستمرت المماطلة التي لا تعجب القوات؟ هل ستُراجع خياراتها السياسية ومواقفها من دعم العهد ومن التواجد في الحكومة؟ الاجوبة في قابل الايام، تختم المصادر.