وزير خارجيّة مصر في بيروت حاملاً أفكاراً ستضاف الى مبادرة بلاده تحت عنوان "خطوة مقابل خطوة"... فهل تنجح مساعيه أمام التعنّت الإسرائيلي؟
تصاعد التوتر في لبنان بعد اغتيال هيثم الطبطبائي وارتفاع التهديدات الإسرائيلية، بالتزامن مع تحرّك اللجنة الخماسية والمبادرة المصرية لاحتواء التصعيد. قراءة في فرص نجاح المساعي الدبلوماسية ومواقف حزب الله وإسرائيل وسط مخاوف من حرب واسعة.
كتبت صونيا رزق في "الديار":
بعد رفع "إسرائيل" من سقف تهديداتها بشنّ حرب واسعة على لبنان، وتفاقم الهواجس من تدهور الوضع الامني، على أثر اغتيال رئيس الاركان في حزب الله هيثم الطبطبائي، ارتفعت وتيرة التدخلات العربية والدولية، لتجنيب لبنان المزيد من هذه الحرب. فبرز تحرّك "اللجنة الخماسية" عبر سفرائها ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي سيتحدث باسم اللجنة المذكورة خلال زيارته بيروت التي وصلها امس، والتي وُضعت في دائرة الاهتمام، بعد معلومات عن طرحه المزيد من الافكار على المبادرة المصرية، التي بحثت قبل فترة وجيزة ولم تصل بعد الى مبتغاها، لكن هنالك بعض التفاؤل في إمكان ان تؤدي هذه المبادرة مع ما اضيف اليها الى نتيجة إيجابية، بمنع التصعيد والوصول الى خطوات إيجابية، تتضمّن الحراك الديبلوماسي المدعوم عربياً ودولياً، بعد سلسلة لقاءات أجراها الوزير المصري مع نظرائه، خصوصاً مع الأمير فيصل بن فرحان في السعودية.
وفي هذا الاطار، ووفق المعلومات من مصدر سياسي مطلع على المسوّدة التي يحملها عبد العاطي، وتنطلق اسسها من مبادرة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد بحسب ما أشار المصدر لـ" الديار" الذي قال: "الافكار الجديدة تنطلق من المخاوف العربية والدولية من تفجير الوضع في لبنان، ومن نتائج الاتصالات على الصعيدين الاقليمي الدولي، التي ترتكز على عنوان "خطوة مقابل خطوة"، اي تجاوب من الطرفين للوصول الى نتيجة، وعلى سبيل المثال: إنسحاب "اسرائيلي" من احدى النقاط الخمس التي تحتلها في الجنوب اللبناني، مقابل تسليم حزب الله سلاحه وحصره بيد الدولة اللبنانية فقط كشرط اساسي، وعدم قيام "إسرائيل" بأي عمليات جديدة، يقابلها تعزيز دور الدولة اللبنانية لفرض سلطتها على كامل اراضيها، مع التشديد على التوافق على صيغة تضمن لكل جانب جزءاً من مطالبه".
الى ذلك، لا يبدي المصدر السياسي اي تفاؤل او تشاؤم في هذا الاطار، بل يبدي خوفه من تصعيد الوضع، وسط أخبار تردّدت في بعض وسائل الاعلام عن اشتعال الحرب في ذكرى مرور عام يوم غد الخميس على اتفاقية وقف إطلاق النار، او إمكان تدهور الوضع بشكل غير مسبوق نهاية العام الجاري، في حال لم تتوصل المبادرات المطروحة الى حل، الامر الذي سيضع لبنان في دائرة الخطر الشديد، وفق ما يتردّد من أخبار لا يمكن تأكيدها او نفيها، لانّ لبنان الرسمي كان وما زال يتلقى التحذيرات من الدول الصديقة، من شنّ "إسرائيل" لعدوان شرس.
وعلى خط حزب الله، ووفقاً لما قاله رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش خلال تشييع الطبطبائي، فإن " لا مجال للاستسلام والاستجابة للإملاءات الأميركية والشروط "الإسرائيلية"، لانّ العدو اليوم يستبيح كل لبنان، ويضغط في كل الاتجاهات من أجل أن نستسلم، وهذا ليس وارداً على الإطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل، ولن نكون معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة، والتزام العدو بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار". ويأتي هذا الموقف بالتزامن مع توعّد الحرس الثوري الإيراني "إسرائيل" بالرد على اغتيال الطبطبائي، وبأنّ رداً ساحقاً ينتظر المعتدي في الوقت المحدد.
ومن الجانب "الاسرائيلي"، فالتهديدات تتوالى بمزيد من الاغتيالات بحسب ما ذكر الاعلام "الاسرائيلي"، مما يشير الى صعوبة نجاح اي مبادرة، على غرار كل الطروحات والافكار والمساعي التي ترافقت مع مسؤولين غربيين وعرب، زاروا لبنان لهذه الغاية ولم تنجح جهودهم، ما دامت الاعتداءات "الاسرائيلية" تتواصل بشكل يومي على لبنان من دون اي رادع.


