شارل فؤاد المصري يتوقّع: الهدوء في الشرق الأوسط… هدنة بين حربين

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 21:57
 0
لطالما شكَّل العداء بين إيران وإسرائيل المحور الأساسي لأزمات الشرق الأوسط لعقود. بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تحوَّلت طهران من حليف لإسرائيل إلى عدوٍّ يدعو لـ"إزالتها"، بينما رأت إسرائيل في البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً . وفي يونيو 2025، تحول هذا العداء إلى مواجهة عسكرية مباشرة عندما شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد"، مستهدفةً منشآت نووية إيرانية وقادة عسكريين وعلماء . و ردّت إيران بعملية "الوعد الصادق 3"، وأطلقت 500 صاروخ باليستي على إسرائيل، أسقطت خلالها 5 طائرات إف-35 حسب، وقتلت نحو 28 إسرائيلياً . قولها دخلت الولايات المتحدة الصراع بشكل حاسم في 22 يونيو 2025، حين نفذت غارات مشتركة مع إسرائيل استهدفت منشآت نووية في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" بقاذفات بي-2، مما ألحق "أضراراً هائلة" وفقاً لترامب . لكن واشنطن سرعان ما تحولت إلى وسيط – وهو أمر يحدث ربما لاول مرة في العلاقات الدولية - بعد أن أعلن ترامب اتفاق وقف إطلاق النار في 24 يونيو. و هناك عوامل مؤججة لانفجار جديد منها هشاشة وقف اطلاق الذي ظهر من تناقض التصريحات بينما أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي الاتفاق " وقف اطلاق النار " ، نفى وزير الخارجية عباس عراقجي أي اتفاق رسمي، مشترطاً توقف إسرائيل أولاً . و حتى بعد إعلان الترتيب، أطلقت إيران صواريخ جديدة وقتها، ورفضت إسرائيل تأكيد الاتفاق فوراً واخرها قبل يوم واحد من كتابة هذا المقال تصريح ترامب انه يفكر مرة اخري في معاودة ضرب ايران . ولذلك اتوقع عدة سيناريوهات في المستقبل اولها حرب استنزاف واخرها انفجار شامل . بعض التحليلات في الدوائر الغربية نشرتها بعض الصحف أن إسرائيل ستسعى لتحويل الصراع إلى حرب استنزاف طويلةعبر استهداف متكرر للقدرات النووية الإيرانية وعبر عمليات سيبرانية واغتيالات لقيادات . وفي المقابل قد تلجا ايران الي تنشيط حلفاءها الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وربما هجمات صاروخية من اراض ثالثة ضد مصالح اميريكية واسرائيلية . ورغم أن ترامب نفى رغبته في "تغيير النظام" في ايران خوفاً من الفوضى، إلا أن الهجمات دعمت المعارضة الإيرانية، وقد تدفع الشعب للتغيير .   وبعد استعراض تلك المعلومات سنجد ان الأسباب الجذرية للصراع لم تُحل بعد.. إيران مصممة على استعادة هيبتها وتطوير برنامج نووي وإسرائيل تعتبر السلاح النووي الإيراني تهديداً وجوديا وأمريكا تريد تفكيك "محور المقاومة" دون حرب شاملة . ولذا اتوقع ان تكون هناك حرب استنزاف خفية تتمثل في هجمات سيبرانية، اغتيالات، وضربات جوية محدود وتصعيد عبر الوكلاء من لبنان أو اليمن أو العراق . وانفجار شامل إذا قررت إيران سد مضيق هرمز-لاحظ ان هناك قرار تم اتخاذه بتعطيل الملاحة من البرلمان الايراني وهو ورقة ضغط موجودة في الادراج ربما تخرج عن الحاجة اليها - ، أو حاولت تخصيب يورانيوم بنسبة 90%. القشة الأخيرة قد تكون مصير 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 63% الذي تملكه إيران ... ففي الشرق الأوسط، لم يكن الهدوء إلا هدنة بين حربين . عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقا باحث في السياسة الدولية