دمار شامل وإخلاء طارئ... قصة إخلاء مستشفى سوروكا بعد القصف الإيراني

شهد مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل حالة من الفوضى والدمار، بعدما تعرض صباح الخميس لهجوم صاروخي إيراني مباشر، ضمن موجة تصعيد غير مسبوقة بين طهران وتل أبيب. ووفق ما أعلنته وزارة الصحة الإسرائيلية، أسفر الهجوم عن إصابة 71 شخصاً، وتضرر أجنحة كاملة من المستشفى، إلى جانب مواقف السيارات والممرات المحيطة. وأضافت الوزارة أن المرضى الذين كانوا في الأجنحة المتضررة جرى نقلهم في وقت سابق إلى ملجأ طبي تحت الأرض، ضمن خطة الطوارئ التي بدأ تنفيذها قبيل التصعيد. المشهد بعد الهجوم وُصف بأنه "كارثي"، إذ تناثرت الأنقاض والزجاج المحطم في الممرات، واندلع حريق هائل في أحد مباني المستشفى. وقالت نسيم حوري، إحدى العاملات في المطبخ، إنها سمعت دوي الانفجار بينما كانت تحتمي داخل ملجأ خرساني، مضيفة: "حين خرجنا، رأينا دماراً كاملاً". المسعف يوجيف فيزمان، الذي هرع إلى الموقع عقب الضربة، وصف ما رآه بأنه "مشهد مدمر"، مشيراً إلى أن ألسنة اللهب كانت تلتهم أجزاء من المبنى، فيما جلس عدد من العاملين في باحة المستشفى يتابعون عبر هواتفهم مقاطع دخان تتصاعد من الموقع. وهرعت فرق الجيش الإسرائيلي، خصوصاً وحدة البحث والإنقاذ، إلى المستشفى لتفتيش المباني المدمرة والتأكد من عدم وجود محاصرين. وقال أحد الجنود الذين شاركوا في عمليات التفتيش، إن إخلاء المستشفى من المدنيين تم قبل الهجوم بساعات. من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن القصف استهدف مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية تقع في محيط المستشفى، بينما نفى مصدر عسكري إسرائيلي وجود أي منشآت عسكرية في المنطقة، متهماً طهران باستهداف البنية التحتية المدنية بشكل مباشر. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، شدد على أن بلاده "لا تستهدف المستشفيات ولا المدنيين"، ونفى مسؤولية إيران عن أي تهديد للمدنيين، مؤكداً أن الضربات كانت موجهة ضد "منشآت عسكرية إسرائيلية تُستخدم في العدوان على إيران"، على حد تعبيره. ويأتي هذا التطور في سياق موجة تصعيد عسكري متبادل، بدأت عندما نفذت إسرائيل غارات جوية على أهداف في العمق الإيراني قبل أيام، وصفتها بأنها "هجمة استباقية"، وردت إيران عليها بسلسلة هجمات صاروخية استهدفت مناطق إسرائيلية حساسة.