كتب : الشيخ حسين احمد شحادة.

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 23:58
 0
حقوق الكافر في القرآن ترسم بعض الحركات الدينية المتطرفة صورة نمطية للكافر باعتباره كائناً ساقطاً من اعين المجتمع وتنعته بأبشع النعوت حتى ولو كان باحثاً عن الحقيقة أو عالماً أفاد مليارات البشر بعلمه واختراعاته هذه الصورة النمطية مخالفة لنظرة القران بصريح قوله سبحانه / ان الله لا يضيع أجر المحسنين / والآية بإطلاقها تتسع للمحسنين جميعاً مؤمنين وغير مؤمنين والآية تلفتنا الى قضيتين احداهما قضية العدل الالهي والثانية قضية الاندماج الاجتماعي للمختلفين في امة كان عنوان هويتها الأبرز هو الإحسان ومفهوم الإحسان في القران يتجاوز احكام الناس على الأغيار ليستهدي بأحكام السماء وفيها ان ليس على الانسان غير كتاب عمله وان غراس هذا العمل ستظهر في حصاد الدنيا والآخرة وان المنتهى الى الله والميزان / فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره / مؤمناً كان او غير مؤمن والآية الرحيمة تقودك الى ان نفي علاقة الكافر بالإسلام لا يستتبع بالضرورة نفي علاقته مع الله سبحانه الخبير السميع العليم ومن هذه النقطة جاز لنا الحديث عن حقوق الكافر في القران الكريم والسنة الطاهرة وفِي مقدمها حق الكافر في الحياة والكرامة والعدل وحسن الجوار وتقرير المصير اما ما نرل في سورة التوبة او براءة من غلظة على طوائف معروفةبعينها من بعض أهل الكتاب والمشركين والكافرين فهي غلظة تخاطب خصوص الذين خانوا عهود النبي ومواثيقه فغدروا به وحاولوا اغتياله وبرغم ذلك ما كان لتلك الغلظة ان تبتر الرجاء برحمة الله ولهذا لم يقطع النبي الامل باصلاح تلك الطوائف ومن بينها طائفة من المسلمين المنافقين واذن يفصل القران بين الكافر المحارب والكافر المسالم فيعطي للمسالم حق التفكير وحق التعبير وحق الامان تقول الآية / وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون / فالإنسان هو من اكرم الخلائق في عين الله نفحت روحه من الروح الالهي لكنه انقلب على الروح وراح يمشي على امتداد الارض كفورا جهولا يوسوس له الشر فينخدع به مسلماً كان او غير مسلم وهكذا تدور عجلة الخير والشر فتشملنا وتشمل غيرنا وما ينبغي لنا كمسلمين هو ان نبذل أقصى جهد مستطاع لإفشاء السلام في العالم بهداية القران نفسه / عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم / ومن ناحية فقهية فان من مصارف الزكاة تصرف على المؤلفة قلوبهم من الكافرين وغيرهم وفِي هذا الضوء تجوز الصدقة على الكافر الفقير والمريض والغارم وابن السبيل وذلك بإرشاد القران / لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولَم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين / ومن معاني البر الوصل والرحمة والتوسعة في الإحسان والمقسطون هم العادلون وهم عند الله يوم القيامة على منابر من نور —