تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وعلى رأسها موقع "فوردو" النووي شديد التحصين قرب مدينة قم. تداولت وسائل الإعلام العالمية تقارير متضاربة حول حجم الأضرار، فيما كشفت صور أقمار صناعية حديثة تفاصيل مهمة حول طبيعة الضربة وفعاليتها.
[gallery type="slideshow" columns="2" size="large" ids="49990,49989"]
ماذا حدث في "فوردو"؟
في ساعات فجر 21 يونيو 2025، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية تنفيذ غارات دقيقة على ثلاثة أهداف نووية إيرانية، كان أبرزها منشأة "فوردو" النووية.
ذكرت بيانات رسمية أمريكية أن الضربة "استهدفت مداخل المجمع" وأنها نجحت في "تعطيل عمليات التطوير النووي"، بينما أشارت مصادر إيرانية إلى أن الأضرار "محدودة للغاية" وأن الأنفاق والمنشآت تحت الأرض "لم تتضرر".
ماذا كشفت الصور الفضائية؟
أكدت وكالة أسوشيتد برس (AP)، نقلاً عن محللي صور أقمار صناعية، أن الضربات الأمريكية "استهدفت مداخل الأنفاق المؤدية إلى منشأة فوردو" دون أن تتسبب في أضرار مباشرة للمنشأة أو الأنفاق الداخلية.
الأضرار المرصودة:
تضرر واضح في مداخل الأنفاق وشوهدت آثار حرائق في مناطق الدخول.
لم ترصد الصور الفضائية أي انهيارات أو أضرار هيكلية في الأنفاق تحت الأرض أو في قلب المنشأة النووية نفسها.
بقيت مرافق الطرد المركزي والبنية التحتية الأساسية للمنشأة دون ضرر ظاهر.
تحليل الخبراء:
يؤكد المحللون أن تحصينات "فوردو" تحت الأرض حالت دون اختراق القنابل الأمريكية لأعماق كافية للوصول إلى المفاعل أو غرف التخصيب الرئيسية.
الهدف من الضربة كان "إعاقة الوصول" وتعطيل العمليات مؤقتًا، وليس تدمير المنشأة بالكامل.
التقييم العسكري والاستراتيجي
الولايات المتحدة أرادت إرسال رسالة ردع قوية لإيران، مع تجنب التصعيد نحو تدمير شامل قد يدفع لطرف ثالث للرد.
إيران سعت إلى التقليل من حجم الخسائر حفاظًا على هيبتها، فيما أكدت أن برنامجها النووي "سيعود للعمل قريبًا".
الضربة كشفت محدودية القدرة العسكرية التقليدية في استهداف المنشآت النووية المدفونة عميقًا مثل فوردو.
ردود الفعل الدولية
إسرائيل رحبت بالضربة، واعتبرتها خطوة أولى "يجب استكمالها باستراتيجية أكثر شمولًا".
روسيا والصين أعربتا عن قلقهما من التصعيد العسكري ودعتا للتهدئة الفورية.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالبت إيران بعدم التصعيد، وأعلنت متابعة الوضع في "فوردو" عن كثب.
ملخص واستنتاجات
الضربة الأمريكية على "فوردو" أحدثت أضرارًا في المداخل فقط، دون المساس بالمفاعل أو المنشآت تحت الأرض.
أثبتت الضربة أن منشآت إيران النووية العميقة محصنة ضد معظم الهجمات التقليدية، إلا إذا استُخدمت أسلحة خارقة للتحصينات النووية المتقدمة.
تبقى المخاطر قائمة إذا لجأت إيران للرد أو تسريع برنامجها النووي ردًا على الضربة.
المصادر
أسوشيتد برس: صور فضائية تؤكد تضرر مداخل فوردو فقط
بيان وزارة الدفاع الأمريكية
رويترز: تقييم الأضرار في فوردو
بي بي سي: تحليل خبراء حول ضربات فوردو
تحليل معهد العلوم والأمن الدولي - ISIS