وضعت الحرب اوزارها وانفض السامر ولملمت الدول اوراقها وتكلم الرئيس ترامب وتاهب الجميع لما تفوه به وانا منهم لنفكك ونحلل شفرات كلامه واشاراته.
القارىء والمحلل لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ، الذي ألقاه مساء الاثنين الماضي سيجده لحظة محورية في سياق الدبلوماسية الإقليمية، حيث جاء بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الكيان وحم #اس، وتزامن مع إطلاق سراح الأسر#ى الإسرائ#يليين من غز#ة.
ورغم ان كان الخطاب قصيراً نسبياً مقارنة بخطابه السابق في الكنيست الإسر#ائيلي، لكنه كان مليئاً بالرموز الاحتفالية والتأكيدات الاستراتيجية، أمام حضور أكثر من 20 زعيماً عالمياً، وعلي رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي
الخطاب كان مزيجاً من الاحتفاء بالإنجاز الدبلوماسي والتلميح إلى رؤية أوسع لـ"الشرق الأوسط الجديد"، مع التركيز على دور أمريكا كوسيط حاسم او جوكر اوراق اللعبة
احتفاء ترامب بالاتفاق كـ"إنجاز تاريخي بقوله أن "الكابوس الطويل والمؤلم انتهى" مشيراً إلى وقف إطلاق النار كـ"يوم عظيم للشرق الأوسط"
ووصفه بأنه "اتفاق تاريخي يفتح صفحة جديدة للسلام" ويعكس دليلاً على انه عندما يريد ان يفعل سيفعل
ترامب الذي شدد علي اعادة الاعمار ووصفه بانه الجزء الاسهل دليل على تحول الخطاب من الصراع العسكري إلى الاقتصادي، مع تلميح إلى استثمارات أمريكية محتملة فقد ذكر استثمارات بلغت 17 تريليون دولار في الولايات المتحدة كدليل على قدراتها.
تاكيده علي "التخلص من الإرهاب" ونزع سلاح الفصائل في غزة كشرط للمرحلة الثانية يُظهر دليلاً على رؤية أمنية إسرائيلية مركزية ترامب موافق عليها ، مع تجاهل للقضايا السياسية مثل قيام الدولة الفلسطينية
دعوة ترامب الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام المرفوضة شعبيا في بعض الدول العربية، بقوله: "السلام ليس حلماً فقط، بل حقيقة أمام أعينكم" وان دل فانما يدل على طموح أكبر، حيث استخدم الخطاب المناسبة " الاتفاق " للترويج لـ"نظام شرق أوسط جديد" .
ترامب أطلق إشارات قوية إلى ان إيران ك "تهديد محتمل" حينما قال "نحن جاهزون عندما تكونون كذلك، وسيكون أفضل قرار لإيران" وان كنت ارجح ان ايران ستتلقي ضربة اخري قبل نهاية 2025 .
بناءً على الخطاب، يمكن توقع تطورات إيجابية قصيرة الأمد، لكن مع مخاطر طويلة الأجل إذا لم تُعالج القضايا الجذرية والمحورية او اخل أحد الطرفين بما تم الاتفاق عليه
فنجاح المرحلة الأولى وسرعة اعادة الإعمار عبر الاتفاق ستؤدي إلى استقرار نسبي في غزة خلال أشهر المقبلة مع بدء مشاريع إعادة بناء بتمويل أمريكي-خليجي خاصة ان ترامب قال ايضا ان "المرحلة الثانية بدأت بالفعل"، مما يشير إلىان هناك مفاوضات حول نزع السلاح وإدارة ما بعد الحرب، ربما بحلول نهاية 2025.
اما غياب نتنياهو عن القمة بسبب أن "عطلة قادمة"ربما ينذر بتأخير في التنفيذ الإسرائيلي.
الاتفاق سيؤدي حتما إلى استثمارات أمريكية في مصر (كما أشار ترامب إلى تعزيز الاستثمارات هناك)، لكن التوقع الأكبر هو التصعيد مع إيران كما ذكرت سلفا حيث قد يستخدم ترامب الاتفاق لفرض عقوبات جديدة أو صفقات نووية، مما يهدد بتوترات إقليمية جديدة.
اخطر ما في الخطاب تجاهل الاعتراف بدولة فلسطينية، مما يتوقع معه استمرار التوتر في الضفة الغربية.
وقد يؤدي ذلك إلى احتجاجات فلسطينية أو انقسام داخل السلطة ذاتها خاصة مع مشاركة عباس.
كما أن التركيز على "الإرهاب" قد يعيق حلولاً سياسية، مما يجعل السلام هشاً إذا عادت حماس إلى النشاط العسكري
خطاب ترامب في شرم الشيخ إعلان عن رؤية أمريكية تهيمن على السلام الإقليمي، مدعومة بدلائل عملية مثل الاتفاق، لكن توقعاته تعتمد على قدرة الدول المشاركة على تجاوز الخلافات.
الاهم من كل هذا ان القمة، أعادت مصر الي الصدارة رغم محاولات البعض تحجيمها واعادت القمة ايضا شرم الشيخ إلى دائرة السلام العالمي
دمتم سالمين
كاتب وصحفي وباحث في السياسة الدولية