مقاربة جديدة لسلاح "الحزب"... هذا ما تطلبه واشنطن!

تشير أوساط دبلوماسية إلى تقاطع في الرؤية بين واشنطن وبعبدا حول مقاربة ملف سلاح حزب الله، حيث يدعم السفير الأميركي في لبنان نهجًا تدريجيًا يعتمد عليه الرئيس جوزاف عون، يهدف إلى تعزيز سلطة الدولة والحفاظ على الاستقرار الداخلي بعيدًا عن الصدام والفوضى.

ديسمبر 16, 2025 - 15:18
 0
مقاربة جديدة لسلاح "الحزب"... هذا ما تطلبه واشنطن!

 كتب شادي هيلانة في "اخبار اليوم":

تفيد أوساط دبلوماسية رفيعة المستوى بأن السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى تجاوز موقع المراقب التقليدي في مقاربة الدولة اللبنانية لملف حزب الله، لينتقل إلى موقع المؤيد العملي للخيار الذي ينتهجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في إدارة أحد أكثر الملفات تعقيدا وحساسية.

خيار يرتكز، وفق هذه الاوساط، على هندسة سياسية بالغة الدقة، تسعى إلى إعادة الاعتبار الحصري لسلطة الدولة على السلاح، من دون المغامرة بفتح أبواب اضطراب داخلي أو المساس بمعادلة الاستقرار الأهلي التي تعد خطا أحمر في هذه المرحلة الدقيقة.

وتلفت الاوساط في حديثها الى وكالة "أخبار اليوم" إلى أن واشنطن تنظر بإيجابية متزايدة إلى هذا النهج، بوصفه الخيار الأكثر واقعية في بيئة لبنانية شديدة التعقيد، حيث لا يمكن فصل الاعتبارات الأمنية عن التوازنات الاجتماعية والطائفية.

بالتالي فإن الإدارة الأميركية، بحسب هذه القراءة، باتت تدرك أن المقاربة الصدامية أو الفجائية لا تؤدي بالضرورة إلى النتائج المرجوة، بل قد تفتح الباب أمام فوضى سياسية وأمنية تعقّد المشهد أكثر مما تحله.

وفي هذا السياق، تقول الأوساط نفسها، عيسى يرى في طرح الرئيس عون محاولة واعية لإدارة الوقت والضغوط معا، من دون تحويلها إلى عامل تفجير داخلي، والحفاظ في الوقت نفسه على حد أدنى من الاستقرار يسمح للدولة بإعادة بناء مؤسساتها المنهكة.

وتذهب الأوساط في ختام حديثها، إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن هذا التلاقي في الرؤية بين بعبدا وواشنطن يعكس تغييرا في المزاج الأميركي حيال لبنان، يقوم على دعم مسار تدريجي ومدروس، بدلا من فرض أجندات قصوى قد تصطدم بواقع البلد الهش.

وعليه، يبدو أن المقاربة التي يعتمدها عون حازت، حتى الساعة، على ما يشبه الضوء الأخضر الأميركي غير المعلن، باعتبارها الإطار الأنسب لإدارة واحد من أعقد الملفات في لبنان المعاصر.